عقدة ستوكهولم أو متلازمة ستوكهولم هو مصطلح يستعمله علماء النفس لتوصيف الحالة النفسية التي تعبر عن تعاطف وتعاون ضحايا الاختطاف والعنف مع مختطفيهم وجلاديهم السابقين وبصفة عامة تعكس عقدة ستوكهولم ميل الضحية إلى الدفاع عن المتسبب له في الضرر بالشكل الذي يتناقض تماما مع سلوك الفرد العادي، وقد أطلق على هذه الحالة اسم «متلازمة ستوكهولم» نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك هناك في عام 1973، واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، و قاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم وشوهدت سيدة من الرهائن تودع أحد اللصوص بحرارة كبيرة. يفسر علماء النفس هذه الوضعية بقيام الضحية ،التي تكون تحت وقع ضغوط كبيرة،لاشعوريا بخلق آلية نفسية خادعة للتمسك بالحياة وخلق وسيلة للدفاع عن النفس، وذلك بخلق نوع من الألفة مع الجلاد أو المُختَطِف ويقوم بتأويل مبالغ فيه لكل إشارة إيجابية قد تصدر عن الجاني كمده ببعض الماء أو الطعام أو اتصال هاتفي مع أحد الأقارب أو مده بسيجارة ، بل قد يتحول إلى المشاركة مع الجناة في مقاومة تحريره خوفا من الفشل والتسبب في معاناة إضافية حيث تبدي الضحية تعلقا كبيرا بالجاني. في الكثير من الأنظمة السياسية تحول عدد مهم من «المناضلين « السابقين ممن كانوا «ضحايا» خروقات حقوق الإنسان والاستعمال المفرط للقوة والتوظيف الأخرق للقضاء، إلى صفوف جلاديهم السابقين بل تطور الأمر إلى بناء مشاريع سياسية مشتركة، حاول فيه هؤلاء استثمار رصيدهم «النضالي» وقام الجلادون بتوفير الإمكانيات المادية واللوجيستيكية الضرورية لإنجاح مشروع الردة الديمقراطية، كما تابع العالم موجة من الانقلابات والثورات عبر العالم ولدت أنظمة أسوء من سابقاتها وكان «للصدفة»، جل قادتها من الضالعين في أسوء ما قام به النظام المنهار، بلا شك يمكن وبدون تردد استعارة متلازمة ستوكهولم من علم النفس وتوظيفه في توصيف عدد كبير من الحالات التي أكلت شعاراتها السابقة وأبدت استعدادا لافتا للإلتفاف على المشروع الديمقراطي، وكل تجارب الانتقال الديمقراطي في العالم عانت بدرجات متفاوتة من هذا التوجه والإختيار ، حيث أن الانتقال الديمقراطي ليس مسألة نهائية وحتمية وخريطة طريق واضحة نحو الديمقراطية ،بل هو مخاض طويل يحتاج أساسا إلى تقوية النفس الممانعة والقدرة المتواصلة على التواصل مع الجماهير ووضعها بكل شفافية في صورة مايجري، وما تواجهه البلاد من تحديات جدية لا تمس فقط الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، بل أيضا ما يحيط بالتجربة من مخاطر لتقويضها والانقلاب عليها وتتفيهها ، والإقرار بأن السياسة لاتأمين عليها حيث كل مايرتبط بها من مخاطر هو جزء صميمي منها . كل تشابه أو تطابق في التوصيف والتحليل والأحداث بين ماجاء في عمود اليوم وما يقع ببلادنا هو مجرد صدفة... صدفة غير بريئة [email protected]