أكّد أحد الفعاليات الحقوقية أنّ الحركة الثقافية الأمازيغية تعيش أزمة حقيقية لا خلاف بشأنها وإن كان النقاش منصبّا حول طبيعة الأزمة التي تعيشها، معتبرا أيّ بحث في طبيعة هذه الأزمة سيؤدّي إلى «الاصطدام بالحائط» إذا ما اغفل النقاش التمايز بين أنماط التعبير والمضمون المادّي، وقد جاء هذا التأكيد ضمن نقاش نظمته جمعية «أمْزْرُويْ» للدراسات التاريخية والموروث الثقافي تحت عنوان «الأمازيغية.. إلى أين؟» احتضنته أخيرا قاعة العروض التابعة لمقر غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بمدينة الناظور. وأوضحت الندوة أنّ المتشبّثين بالأشكال التعبيرية النمطية للحركة الثقافية الأمازيغية يقومون بوضع النضال الأمازيغي جانبا وكذا تقويض الناحية المادّية للقضية بتقديمها على أنّها نضال لأقلّية رغما عن كونها قضيّة أغلبية بتشبّث السواد الأعظم من الشعب المغربي بثقافته الأمازيغية. وتطرقت الندوة ذاتها إلى محاور الأزمة المرصودة وانتقدت الرأي القائل بإغفال المعطى الذي يسلّم بغياب الأمازيغية دون الأمازيغ، بحيث برز هذا الإغفال أثناء معالجة ملفات ضحايا العهد القديم من لدن هيئة الإنصاف والمصالحة، إذ غابت الحركة الثقافية الأمازيغية عن محاولة تصفية تركة انتهاكات حقوقية.