يطارد المحققون الاباكستانيون خلية لعناصر تنتمي الى تنظيم «القاعدة »في اسلام اباد، يشتبه بانهم دبروا الهجوم الانتحاري الذي ادى الى تدمير فندق ماريوت الكبير ، في قلب العاصمة الباكستانية ، ومقتل ستين شخصا على الاقل. وكان انتحاري فجر، مساء السبت الماضي، شاحنة كبيرة امام الحاجز الامني لهذا المبنى الفخم الذي اصبح ركاما متفحما بفعل الانفجار. ويعتقد رجال الشرطة ان الارهابيين جمعوا قنبلتهم القوية ، التي تحتوي على ستمئة كلغ من المتفجرات ، في مخبأ بالعاصمة ، لان الشرطة والجيش يقومان بتفتيش جميع الشاحنات عند مداخل اسلام اباد ، وعند مراكز التفتيش التي اقيمت منذ بدء موجة الهجمات الانتحارية الدامية قبل اكثر من عام. وتنسب تلك الاعتداءات الى «الطالبان الباكستانيين» المقربين من شبكة اسامة بن لادن. وقال مسؤول كبير في اجهزة الامن ، يشارك في التحقيق لوكالة فرانس برس، «»نركز جهودنا في الوقت الحاضر على البحث عن شبكة اسلام اباد التي سهلت جمع القنبلة ونقلها»». وقد قتل ستون شخصا على الاقل ، حسب مسؤولين في الشرطة --53 حسب حصيلة رسمية-- واصيب266 اخرون بجروح. وفي عداد القتلى اميركيان والسفير التشيكي في اسلام اباد ، وفيتنامية. واعتبر عنصر من اجهزة الاستخبارات الدنماركية في عداد المفقودين. ورجح المسؤول المشارك في التحقيق ان تكون المتفجرات نقلت بكميات صغيرة من المناطق القبلية شمال غرب باكستان الحدودية مع افغانستان ، والتي تعتبر معقلا للطالبان الباكستانيين القريبين من القاعدة. وكان مستشار رئيس الوزراء للشؤون الداخلية ، رحمن مالك ، اتهم ، بصورة غير مباشرة ، الطالبان الباكستانيين المرتبطين بالقاعدة, مؤكدا ان مادتي «تي ان تي»، و«ار دي اكس»، وهما من المتفجرات العالية الجودة والشديدة القوة ، وكذلك نوع القنبلة هما من النوع نفسه الذي استخدم في هجومين سابقين, احدهما الاعتداء على سفارة الدنمارك في اسلام اباد الذي تبناه تنظيم القاعدة. وقال ضابط اخر مقرب من التحقيق لوكالة فرانس برس «»اننا بصدد جمع الادلة. فالمتفجرات هي من النوع نفسه الذي استخدم في الاعتداء على سفارة الدنمارك وتبناه تنظيم القاعدة, وفي اعتداء روالبندي (استهدف مكاتب اجهزة الاستخبارات الباكستانية ، واوقع15 قتيلا في نونبر2007 )»». لكن الاخصائيين في شؤون شبكة اسامة بن لادن، يعتبرون ان شمال غرب باكستان اصبح «»الجبهة الجديدة للحرب على الارهاب»». وتعتقد الولاياتالمتحدة بشكل راسخ ان الطالبان الافغان والقاعدة اعادا تنظيم قواتهما في هذه المناطق القبلية. وتكثف القوات الاميركية في افغانستان عمليات اطلاق الصواريخ مستهدفة المقاتلين المتطرفين ، لكن من دون تجنيب المدنيين بالرغم من استياء اسلام اباد التي تحتج بدون جدوى. وتأخذ واشنطن على اسلام اباد عدم مشاركتها بشكل كاف في «»حربها على الارهاب»». لكن جمهورية باكستان الاسلامية ، القوة النووية العسكرية الوحيدة في العالم الاسلامي, قد دفعت ثمنا باهظا في هذه الحرب على الارهاب مع مقتل اكثر من الف من جنودها في المناطق القبلية منذ2002 ، وخصوصا في حملة الهجمات الانتحارية غير المسبوقة ، التي اسفرت عن سقوط نحو1300 قتيل في كافة ارجاء البلاد.