قال عبد الكبير العلوي المدغري، مدير عام وكالة بيت مال القدس، إن جلالة الملك محمد السادس، وافق شخصيا على برنامج يضمن كفالة 500 يتيم مقدسي، وفق لائحة تم حصرها بتنسيق مع مندوبي الوكالة بمدينة القدس الشريف، مضيفا أن ملك المغرب قدم شيكا عبارة عن مساهمة إضافية للمملكة المغربية في حسابات الوكالة بمبلغ 50 مليون درهم. وأعلن المدغري، في مؤتمر صحافي عقد أول من أمس بالرباط، عن انطلاق حملة الخير الرمضانية في القدس، بمنح الإذن في توزيع الطرود الغذائية، على العائلات المستورة والبالغ عددها ألفين عائلة بغلاف مالي يزيد عن 100 ألف دولار. وأكد المدغري إطلاق الحملة السنوية لجمع التبرعات لفائدة القدس الشريف، سواء ذات الطبيعة الفردية أو المؤسساتية رسمية وخاصة ، في حسابات مفتوحة لدى بنك المغرب والبنوك الأخرى ووكالات بريد المغرب ، مشيرا إلى أن سكان القدس الشريف "يذكرون لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس، وراعيا أمينا لشؤونها، مكارم جلالته النبيلة، ومبادراته الخيرة في خدمة المدينة المقدسة، ودعم صمود سكانها على أرضهم، ". ودافع المدغري عن المقاربة المنهجية المتبعة من قبل إدارة وكالة بيت مال القدس، في تنفيذ مشاريعها على أرض الواقع، مؤكدا انتقال ميزانيتها الاستثمارية من 2.6 مليون دولار سنة 2008 إلى 5.7 مليون دولار سنة 2009 ف 12 مليون دولار سنة 2010 ، رغم الظروف والصعوبات التي تتمثل على الخصوص في امتناع السلطات الاسرائيلية عن إصدار التراخيص الضرورية لمشاريع البناء والترميم، مؤملا أن يصل حجم الاستثمارات إلى نحو 30 مليون دولار سنة 2011. وسطر المدغري برنامج الوكالة للعام المقبل، من خلال الاستمرار في اقتناء العقارات في إطار مشروع إحياء أوقاف المغاربة في القدس، وإعادة بناء حي جديد للمغاربة بعدما اغتصبت إسرائيل الحي القديم، وسرقت أوقاف المسلمين والمغاربة، وتجهيز وتشغيل" بيت المغرب" كمركز ثقافي في قلب القدس، يتيح الفرصة لشباب القدس لصقل مواهبهم، وممارسة هواياتهم الفنية والإبداعية، ودعم قطاع التعليم والصحة، والعناية بأوضاع الشباب والمرأة والطفولة والأشخاص في وضعية صعبة، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، والاهتمام بوضعية المسجد الأقصى المبارك والمعالم الروحية للمدينة والمباني الأثرية. وقدم المدغري حصيلة عمل وكالة بيت مال القدس سنة 2009 ، مبرزا أن حجم التبرعات وصل إلى نحو 34.3 مليون درهم، موزعة على تبرعات المؤسسات والأفراد المغاربة في حدود 9.5 مليون درهم، وهو ما يمثل 30 في المائة من حجم التبرعات، يضاف إليها تبرع حكومة المملكة المغربية ب20.6 مليون درهم، وتبرعات دول عربية أخرى ب3.1 مليون دولار، موزعة بين المملكة العربية السعودية ب1.1 مليون دولار، ومملكة البحرين ب1.9 مليون دولار. وانتقد المدغري بطريقة مباشرة دولا عربية ، كونها لا تساهم في دعم بيت مال القدس، إلا شفاهيا، بل تتعامل مع المؤسسة بنوع من الشك والريبة، إلى درجة أن شخصيات وزعماء أدمنوا إلقاء الخطب الرنانة في دعم القضية الفلسطينية، وشكلوا خيطا ناظما من الزعيق في بعض الفضائيات لإثارة الانتباه أنها دول تدافع عن أولى قضايا الشعب العربي والإسلامي. وقال المدغري " لا يوجد أدنى تقصير من قبلنا في حشد الدعم لفائدة وكالة بيت مال القدس، ونريد من الله أن يلهم الجميع سبل إدراك ما تحتاجه مدينة القدس التي تمر بأزمة خطيرة، وما تتعرض له من تهويد"، وهو ما أكده عدد من المقدسيين الذين كانوا يتحدثون مباشرة إلى الصحافيين في ذات المؤتمر، عبر وسيلة الفيديو، حيث أكد عبد الرحيم بربر، مندوب وكالة بيت مال القدس، أن سكان المدينة المقدسة، ممتنون لجلالة الملك محمد السادس، ولحكومته، وللشعب المغربي للدور الذي يقومون به في الدعم الميداني قصد مواصلة الصمود في وجه العدو الاسرئيلي، خلافا لبعض الدول والزعماء والمؤسسات التي تفننت في إلقاء الخطب العصماء فقط. وبشأن عدم لجوئه إلى طلب العون من منظمة المؤتمر الإسلامي لحشد الدعم لوكالة بيت مال القدس، خاصة وأن الوكالة أنشئت من قبل المغرب الذي يرأس لجنة القدس، المنبثقة عن قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي، قال المدغري في معرض جوابه على سؤال ل" للعلم" " راسلت أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أذكره فيها بقرارات مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، وقرارات وزراء خارجيتها الرامية إلى تقديم دعم لوكالة بيت مال القدس، ماديا ومعنويا، لكن ورغم الإلحاح في الطلب، لم أتلق مع الأسف و لو جوابا واحدا عن رسائلي".