أعلنت الأممالمتحدة أن أضرار الفيضانات على قطاع الزراعة بباكستان، قد تصل مليارات الدولارات في وقت دعت فيه إلى تقديم 150 مليون دولار لتفادي أزمة غذائية في البلاد. وقال المتحدث باسم العمليات الإنسانية للأمم المتحدة ، موريتسيو جوليانو، "إن الدمار الذي أصاب المحصول جسيم، وأظن أنه يمكن القول إن التعافي سيتطلب مليارات الدولارات". وحثت الأممالمتحدة على جمع 150 مليون دولار لتفادي أزمة غذائية قد تنجم عن تدمير المحاصيل، بالإضافة إلى 5.7 ملايين دولار لحماية الماشية. واعتبرت الأممالمتحدة تأمين المأوى إحدى الأولويات الأساسية، ودعت إلى جمع 105 ملايين دولار لتقديم خيم وأدوات منزلية لأكثر من مليوني شخص. وكانت السلطات الباكستانية أكدت مصرع 1243 شخصا جراء تلك الفيضانات في وقت ذكرت الأممالمتحدة أن العدد بلغ 1600 شخص وإلحاق الضرر بحوالي 10% من السكان. وسط هذه الأجواء ، تواجه جهود الحكومة الباكستانية صعوبات كبيرة لإيصال الإمدادات إلى نحو ستة ملايين مشرد باكستاني من بين أربعة عشر مليونا شردتهم تلك الفيضانات. وحذرت السلطات الباكستانية من مزيد من الفيضانات، وأعلنت حالة التأهب في عدد من مناطق إقليمي البنجاب والسند. وحسب مصادر صحفية من إقليم السند ، فإن عدد المتضررين من كارثة الفيضانات قفز إلى عشرين مليون شخص وفق تقديرات الحكومة الباكستانية، ويعانون من قلة المواد الغذائية ومياه الشرب والمواد الأخرى الضرورية، وتهدد الكثير منهم الأمراض والأوبئة. كما تسببت الفيضانات في تدمير ثلاثمائة ألف منزل بالإضافة إلى نفوق 14 ألف رأس ماشية ، وغرق 2.6 مليون فدان من الأراضي المزروعة في الأقاليم الثلاثة التي ضربتها الفيضانات، وهي إقليم خيبر في الشمال الغربي، والبنجاب بوسط البلاد، وإقليم السند ، جنوب البلاد. وكانت السلطات الباكستانية أجلت بالكامل سكان مدينة مظفر قره في إقليم البنجاب التي تهددها الفيضانات. في هذا الإطار، أعلن وزير الدفاع الأميركي ; روبرت غيتس، أن الولاياتالمتحدة أرسلت إلى ساحل كراتشي حاملة طائرات ستمكن من مضاعفة عدد المروحيات المستخدمة لإغاثة المنكوبين في الفيضانات ثلاث مرات ليبلغ عددها 19. وقال غيوف موريل، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، في تصريح صحفي، إن المروحيات الأميركية تمكنت من إغاثة ثلاثة آلاف شخص وإيصال مساعدات بحجم حوالي 146 طنا. وكان المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة الخاص بالشؤون الإنسانية ، نيكولاس ريدر، صرح بأن المساعدات تصل حاليا إلى كثير من المناطق المتضررة بواسطة طائرات الجيش الباكستاني، وعلى الحمير التي تعتبر وسيلة فعالة في هذه الظروف. من جهة أخرى، حذر علماء من أن فيضانات باكستان تنذر بمخاطر مستقبلية، مشددين على أن الدول تحتاج للبدء في التكيف مع تأثير التغيرات المناخية. ويشير العلماء إلى أن باكستان قد تعاني كذلك على المدى الطويل من تراجع كميات المياه الذائبة من الثلوج التي تغذي نهر أندوس، شريان الحياة في البلاد.