تفاعل في بيروت قرار مجلس النواب الأميركي بوقف صرف مساعدات عسكرية بقيمة 100 مليون دولار إذا كانت ستستخدم ضد إسرائيل، حيث أعربت الحكومة اللبنانية عن رفضها أي مساعدة عسكرية أميركية مشروطة. وقال وزير الدفاع اللبناني، إلياس المر -تعليقا على قرار لرئيس لجنة الدفاع في مجلس النواب الأميركي، بت هوارد بيرمان، - "إذا أراد أحدهم مساعدة الجيش (اللبناني) بلا قيد أو شرط فأهلا وسهلا". وأضاف المر -خلال مؤتمر صحفي في نقابة المحررين ببيروت- "أما بالنسبة لأولئك الذين يريدون مساعدة الجيش شرط ألا يحمي أراضيه وشعبه وحدوده مع إسرائيل، فعليهم الاحتفاظ بأموالهم أو إعطائها إلى إسرائيل بدلا من ذلك". وأكد أن لبنان سيواجه إسرائيل بالإمكانيات التي يملكها. من جهته، نفى قائد الجيش اللبناني، العماد جان قهوجي، أن تكون الولاياتالمتحدة أوقفت مساعداتها للجيش. وقال -خلال المؤتمر الصحفي ذاته- إنه لا وجود لقرار لدى الإدارة الأميركية بتجميد برنامج مساعداتها العسكرية للجيش. وأتت هذه التطورات بعد الاشتباك بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي قرب بلدة العديسة ، يوم 3 غشت الجاري، مما أدى إلى مقتل جنديين لبنانيين وصحفي، فيما قتل ضابط إسرائيلي برتبة مقدم. واستخدم بيرمان -وهو ديمقراطي موال لإسرائيل- صلاحياته لتعليق إرسال المساعدات بدعوى ما اعتبره نفوذا لحزب الله على القوات المسلحة اللبنانية، دون أن يتضح إلى أي وقت سيستمر التعليق. من ناحية أخري، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ، فيليب كراولي، إنه ليس قلقا من إعادة النظر في خطط التعاون العسكري بين الولاياتالمتحدة ولبنان التي اعتبر أنها تساهم في استقرار المنطقة. وكانت الولاياتالمتحدة قد زودت لبنان منذ عام 2006 بمعدات عسكرية بقيمة 720 مليون دولار، تشمل بنادق وسيارات من طراز همفي وأجهزة رؤية ليلية وصواريخ وقنابل. و اعتبر عضو الكونغرس عن الحزب الجمهوري، أن الخطوط الفاصلة بين حزب الله والجيش اللبناني والحكومة، باتت "واهية". كما طلب عضو ديمقراطي آخر في مجلس النواب، يدعى أبك سكيلتون، من وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، ملخصا عن لبنان، يتضمن الإجراءات المتخذة على الأرض لحماية المساعدة العسكرية المقدمة إلى هذا البلد. ورأى أن الاشتباك الأخير بين الجيش اللبناني والإسرائيلي، يثير المخاوف من أن "سياساتنا مع هذا البلد عديمة الجدوى". وأبدى أيضا قلقه من التعاون بين الجيش اللبناني وحزب الله، واحتمال أن يكون الحزب هو المتلقي غير المباشر للأسلحة الأميركية.