تساءل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بصحيفة »ذي إندبندنت«، روبرت فيسك، عما إذا كانت شجرة قد تتسبب في إذكاء حرب أم لا، ليجيب بأن ذلك قد حدث أمس بالفعل تقريبا. وتابع أن طرح مثل هذا السؤال هو انعكاس لتردي الوضع الحارق في المنطقة وانعدام الثقة المتبادلة بين العرب والإسرائيليين، والحدود الخطرة في جنوب لبنان التي شهدت أمس مقتل خمسة، منهم ضابط إسرائيلي وثلاثة جنود لبنانيين وصحفي لبناني. ويشير فيسك إلى أن تلك المناوشات التي اندلعت بين اللبنانيين والإسرائيليين جاءت عقب قمة عربية ثلاثية في بيروت، وهجمات صاروخية مجهولة على الحدود الأردنية والمصرية والإسرائيلية قبل أيام ، وبعد إعلان حزب الله أن التحقيق في مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري «مشروع إسرائيلي»، وكذلك الكشف عن جاسوس يعمل لصالح إسرائيل في شركة اتصالات لبنانية. وقال الكاتب البريطاني إن شرارة المناوشات اندلعت إثر محاولة إسرائيل قطع شجرة ترى أنها تحجب مسار الكاميرات الأمنية الإسرائيلية المنتشرة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية قرب بلدة العديسة. وأشار إلى أن القضية الشائكة هي الحدود، وقال إنه لا أحد يعلم بالضبط أين هي الحدود اللبنانية الإسرائيلية؟. ففي عام 2000، رسمت الأممالمتحدة «الخط الأزرق» على طول الحدود التي كانت تعرف في الفترة التي تلت وعد بلفور بالحدود بين الأراضي اللبنانية تحت الانتداب الفرنسي والأراضي الفلسطينية تحت الانتداب البريطاني، ويأتي خلفه «السياج الفني» الإسرائيلي، من وجهة النظر اللبنانية. وبمجرد أن تجاوز ذراع الرافعة الإسرائيلية التي استخدمت لقطع الشجرة في الأراضي اللبنانية، فتح اللبنانيون النار في الهواء، في حين أن الإسرائيليين ذوفقا لشهود لبنانيين- فتحوا النار مباشرة على الجنود اللبنانيين. وبعد أن تناول فيسك الاتهامات المتبادلة بين اللبنانيين والإسرائيليين، تساءل الكاتب قائلا: هل كل ذلك بسبب شجرة؟، ليجيب بأن ذلك طبيعي طالما أن إسرائيل ترغب في صنع ملف من الحوادث قبل الحرب المقبلة على حزب الله.