أكّد الكاتب البريطاني روبرت فيسك يوم الأربعاء 10 فبراير 2010 أنّ الذين يهرّبون الأطعمة والغذاء من خلال أنفاق غزة, يمثلون المقاومة الحقيقية، والرئة التي يتنفس من خلالها سكان القطاع. وقال فيسك- في تحقيق أجراه من غزة-: على الرغم من أنه لابدّ من تهريب صواريخ القسّام وغيرها من الأسلحة عبر هذه الأنفاق، إلا أن ما يقوم بتهريبه هؤلاء الفلسطينيون مواد تمثل شريان الحياة للسكان المحاصرين في القطاع الخاضع لسيطرة حماس، فهم يهرِّبون اللحوم الطازجة والبرتقال والقمصان وألعاب الأطفال وملابس الزفاف وبطاريات السيارات، وحتى أغطية الزجاجات البلاستيكية. وأشار فيسك مراسل جريدة الإندبندنت البريطانية, إلى أن هؤلاء الفلسطينيين يواجهون في الوقت الحالي الجدار المصري بعد أن كانت أرواحهم تزهق داخل هذه الأنفاق جراء القصف الإسرائيلي للأنفاق. وفي حوار مع أحد الفلسطينيين يُدعى عبد الحليم المحسن الذي أبدى قلقه قائلًا: "بالطبع أخشى الجدار المصري, سيقومون بإغراق الأنفاق بالمياه، فكيف يمكننا التغلب على ذلك". ويضيف: "إذا ما قاموا بإغراق الأنفاق فإن مخاطرنا ستزداد بشدة, فنحن نستغرق ساعة من الوقت للخروج من النفق واقفين أو زاحفين على أيدينا وركبتينا. وعندما يقوم الإسرائيليون بقصفنا نعود فورًا إلي الجانب المصري، فإسرائيل لن تقصف الحدود المصرية، أما إذا أوقفنا المصريون سنكون لقمة سائغة للقنابل الإسرائيلية". وأكّد فيسك أن الأنفاق تحت الحدود بين قطاع غزة ومصر تمثل تحديًا للإسرائيليين أكثر من كونها مشكلة. وانتقد فيسك ساخرًا بناء الجدار الفولاذي على الحدود مع غزة، وقال: إن بناء الجدران يبدو وكأنه العملة الرائجة في الشرق الأوسط في الأيام الحالية، من كابول إلى الضفة الغربية مرورًا ببغداد. والهدف من الجدار منع ما يسمى ب" الإرهابيين " من المرور عبر الأنفاق, إلا أن المنظمات غير الحكومية الأجنبية العاملة في غزة رفضت هذا القرار، ووصفته بأن استمرارًا لمحاولات مصر المعتادة لإرضاء الإسرائيليين، وبالتالي إرضاء الأمريكيين. وانتقد فيسك الاتحاد الأوروبي، قائلًا: إنه سمح بلا قلب لإسرائيل أن تقوم بحرمان المدنيين الفلسطينيين من الأسمنت لإعادة بناء منازلهم بعد حمام الدم الذي أراقوه العام الماضي في غزة.