لم تكن الفتاة في المنزل عندما دمرت قنبلة اسرائيلية شقة أسرتها في مخيم الشاطيء للاجئين بغزة وقتلت والدها ووالدتها وأخويها واختها. كانت دلال في منزل عمتها تقوم بواجب العزاء. فقد قتلت ابنة عمتها في اليوم السابق بقذائف دبابات انفجرت في المسجد الرئيسي في المدينة. وقالت دلال لدى عودتها الى الانقاض في المكان الذي كان منزلها «كانت هذه غرفتي» وجاءبها عمها الى مكان منزلها بعد ان طلب صحفيون سمعوا عن معاناتها اجراء مقابلة معها. وقالت دلال «امي قتلت وهي تحمل اختي غيداء التي تبلغ اربعة اعوام بين ذراعيها. الاثنان احترقا تماما.» وقالت دلال انه اثناء القتال أمكنها سماع القذائف التي تنطلق من زوارق البحرية الاسرائيلية قبالة الشاطيء. وقالت ان ناشطين فلسطينيين أطلقوا صواريخ من موقع يبعد200 متر على الاقل من منزلها. وقال قريب لها لرويترز ان المنزل ربما استهدف لان عمها الذي يعيش هناك كان من مقاتلي حماس. وغادر مع اسرته بعد وقت قصير من بدء الهجوم الاسرائيلي يوم27 دجنبر الذي قالت اسرائيل انه يستهدف وقف اطلاق الصواريخ على البلدات الجنوبية. وتشجعت دلال وهي تتحدث عن خسائرها عندما شاهدت صديق قديم. وقالت «لقد وجدت قطتي .. القطة التي أحضرها والدي لي.» وفي مستشفى الشفاء بغزة احتضنت أميرة أبو القرم البالغة من العمر 15 عاما صورة داخل اطار لوالدها الذي قتل. وقالت أميرة وهي تصف كيف ان طائرة هليكوبتر اسرائيلية تهاجم ناشطين في تل الهوا وهو أحد أحياء غزة أطلقت النار على منزلها. وقالت أميرة انها تعثرت في الخارج وهي تبحث عن مساعدة لكنها اصيبت بجروح نتيجة لاطلاق صاروخ اخر. وعادت الى الداخل وأمضت الليل نائمة بجوار جثة والدها. وقالت من سرير المستشفى «أخي وأختي خرجا لجلب سيارة اسعاف لي ولوالدي وحاولت منعهما لكنهما ذهبا على أي حال. وأمكنني سماع صوتهما وهما يصرخان ثم أصابهما صاروخ وساد الصمت أيضا بعد ذلك.». وقالت أميرة انها نامت في الشارع خلال الليل لكن شيئا ما انفجر بالقرب منها وركضت بحثا عن ملجأ في منزل قريب. وقالت «بقيت هناك لمدة يومين وكنت أعيش على الماء فقط.» . فلسطينيون يصلحون الانفاق رغم تهديدات اسرائيل من نضال المغربي تدفق مئات الفلسطينيين اليوم الخميس على الحدود بين غزة ومصر في محاولة لاصلاح انفاق التهريب التي قصفتها اسرائيل خلال حملتها العسكرية التي استمرت22يوما واعادة شريان الحياة التجاري الى القطاع الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية /حماس/. وقال سكان على طول الحدود حيث يمتلك بعض الفلسطينيين انفاقا ويديرونها كمشروعات تجارية ان شحنات من الوقود ومواقد الكيروسين نقلت بالفعل عبر عشرات الانفاق التي ما زالت تعمل من بين مئات الانفاق التي تمر عبر الحدود. وقال شخص يدعى محمد ويمتلك أحد الانفاق انه وثلاثة من شركائه تكلفوا40000 دولار لحفر النفق. وأضاف //قريبا سيعمل. لن أجلب مخدرات أو أسلحة اعتزم استخدامه لجلب ما يحتاجه الناس أكثر..الغذاء والوقود وهذا مربح جدا.// وتستخدم حماس وغيرها من جماعات النشطاء انفاقا خاصة بها لتهريب الاسلحة لكن الصحفيين لا يستطيعون الوصول الي هذه الانفاق ومن المستحيل التحقق من مسألة اعادة تشغيلها. وهددت اسرائيل بالقيام بعمل عسكري جديد لمنع حماس من اعادة تسليح ترسانتها من الصواريخ التي استخدمتها في قصف بلدات في جنوب اسرائيل. وكانت القوات الاسرائيلية قد انسحبت من قطاع غزة امس الاربعاء بعد ثلاثة أيام من اعلان اسرائيل وحماس وقفا اطلاق النار كل على حدة. وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني لراديو اسرائيل //اذا ما احتجنا القيام بعمليات عسكرية اضافية لوقف التهريب سنفعلها..تحتفظ اسرائيل بحقها في التحرك ضد التهريب. هذا هو القول الفصل.// وفي مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع تدفق مئات الفلسطينيين الذين يمتلكون أنصبة في الانفاق لتحري حالتها وبدء اعمال الاصلاح تحت غطاء من الخيام. وحول الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة رغم سماحها بمرور مساعدات انسانية الانفاق الى نشاط تجاري كبير. وقال مالك أحد الانفاق /18 عاما/ والذي عرف نفسه فقط باسم محمد //يجب ان نجد وسيلة للعيش. ما زلنا شبانا ولا نجد عملا غير الانفاق.// وباستخدام بكرات يسحب عمال مولدات من مداخل الانفاق المنهارة التي تغطيها الرمال. وتحمل شاحنات عربات كبيرة محطمة. وفور اصلاحها ستعاد الى مواقع الحفر ليستخدمها العمال. وكان رئيس اركان الجيش الاسرائيلي اللفتنانت جنرال جابي اشكينازي صرح الاسبوع الماضي بأن الطيران الاسرائيلي قصف //كافة الانفاق المعروفة// خلال الهجوم على غزة. وفي بروكسل قالت ليفني عقب محادثات مع مسؤولين في الاتحاد الاوروبي امس الاربعاء انها كسبت //تفهما// للحاجة لوقف تهريب الاسلحة الى قطاع غزة. وأضافت لراديو الجيش الاسرائيلي ان اسرائيل ارادت من الاوروبيين المساعدة في وقف شحنات الاسلحة الى القطاع وفي //تشديد العقوبات على ايران// لانها تورد الاسلحة لحماس. وفي وقت سابق اكد وزراء الاتحاد الاوروبي على ان اعادة فتح المعابر مرتبط مسبقا بشرط وقف تدفق البضائع المهربة بما في ذلك الاسلحة الى قطاع غزة عبر الانفاق. وقال أبو البراء أحد ملاك الانفاق //اذا فتحوا المعابر سنوقف هذا العمل.