إذا كان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد يستطيع أن يعلن للعالم أن القصف الأمريكي للعراق في الوقت الحالي هو الأكبر من نوعه في التاريخ فأنا أنصحه أن لا يجرأ على قول ذلك للطقلة العراقية دوحة سهيل (...) دوحة سهيل.. هي طفلة عراقية في الخامسة من عمرها.. ترقد في أحد مستشفيات بغداد بعد أن أصابها صاروخ كروز أطلقته الطائرات الأمريكية على منزلها، فأصاب ساقها اليسرى؛ مما أعجزها عن الحركة بعد أن أصيب عمودها الفقري". بهذه الفقرة المحزنة بدأ الصحفي البريطاني الشهير "روبرت فيسك" الموجود حاليا في بغداد تقريره الذي نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية الأحد بعنوان "هذه هي حقيقة الحرب..نحن نقصف وهم يعانون"، الذي يتحدث فيه عن الآثار التدميرية للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد العراق، خاصة وأنه زار المستشفيات العراقية، وشاهد الإصابات التي أحدثها القصف الأمريكي والبريطاني في المدنيين بمن فيهم الأطفال. وقال فيسك في تقريره إن الطفلة دوحة هي واحدة من 101 مصاب جراء القصف الأمريكي البريطاني، يرقدون حاليا في مستشفى جامعة المستنصرية، وهذه الطفلة يرقد معها في نفس المستشفى 7 من أفراد أسرتها أصابهم صاروخ كروز أمريكي سقط على منزلهم في حي الرضوانية في ضواحي بغداد. وأضاف أن سيدة عراقية اسمها أمل حسن -50عاما- قد أصابها صاروخ كروز في ساقيها وذراعيها وصدرها، وترقد الآن في المستشفى. وترقد بجوارها في المستشفى ابنتها الطفلة ذات السنوات الخمسة. وفي الحجرة المجاورة لهما يرقد الطفلان سعد سليم -11 سنة- وشقيقه عمر-14 سنة- وهما مصابان في ساقيهما وصدريهما. وغير هذه الحالات كثير. وتساءل روبرت فيسك "هل كل هذا بسبب أحداث 11 سبتمبر 2001؟ هل الأطفال: دوحة سهيل، وسعد سليم، وعمر سليم هم الذين دبروا تفجيرات 11 سبتمبر؟! من الذي قرر أن يعاقب هؤلاء الأطفال والنساء، ويرتكب هذه الجرائم ضد الإنسانية تحت حجة أحداث 11 سبتمبر؟!". وأوضح فيسك أن مثل هذه الصور توضح بشكل حقيقي أن التصريحات الأمريكية التي تؤكد أن صواريخها تستهدف المؤسسات العراقية هي مجرد ادعاءات كاذبة لا أصل لها من الصحة, مبرزا في الوقت ذاته أن هذه الصواريخ تصيب فقط المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا يستطيعون الهرب. أ.ح