كلما كان إمعان النظر عميقا في هذه المفاهيم» جلب المصالح- الرفاه- إسعاد التواجد الإنساني- تنمية المهارات البشرية- تقوية الاتصالات التعارفية بين الأمم الإنسانية- الاحترام المتبادل»، إلا وتبين أنها حاصل لقيم نبيلة، ولأماني وطموحات مشروعة كثيرا ما أضحت تختلج أسارير اجتماع بشري بتوقان البحث عن تحصيلها بدلالات حضور أوفى من الشمول، وبتواليات تحيين يسعى إلى تمكين قصدياتها على زوائد إيجابية من اصطفافات المعنى الوظيفي، الذي يضفي اغتناء على الفعل الإنساني، باقتضاءات تجعل مسالك الأفضلية والجمال عنوان صدور دائم في تلوينات العالم الإنساني، الذي بات يحصي تداعيات مغايرات لامتناهية في وأد إمكانات رفاهيته الإسعادية ومصادرها المدشنة لها، وذلك بعد أن أضحت المتغيرات العالمية في تقلبات ارتجاج دائم، وبتبدلات لم يعد حصر أمكنة صدورها من مجال جغرافي واحد، إلا وسابقتها أمكنة أخرى بأصداء وتلوينات من الشكوى الامتعاضية من أوضاع عالمية غير مرغوب فيها، والتي أشرت في مجموعها لحالات شديدة من انتفاء التواصلية، ولاحتباس حواري أوغل في التضييق والانكماش، لم يستأنس فيها بعد بوقائع التعدد والاختلاف السائدة في دنيا الناس، بل إلى مصادرة لطرائق وأمكنة اشتغالاتها بتصلبات جاهز الأحكام ومسبقاتها العدائية، وجنونها الغالب بتصنيف الناس وتبخيس أفضليات قيمهم ومزاياها التوجيهية في توفير المناعة وشروط الاقتدار الذاتي. ذلك أن حديث الأكثرية الوارد في سياقات التلاقيات الإنسانية بالبحث عن أفضليات العائد الإضافي، لايمكن جلبه إلا إذا كان العالم الإنساني واقفا على شرفات الحوار، بتبادل قيمه بمبادلة حياتية، تستأنس القبول بمعاني الاختلاف والتعدد ووفرة قصدياتها غير القابلة للتفاوض أو التنازل، بل بالوعي بأعطياتها الإلهية المبتوثة بين ثنايا عوالمه الكونية، التي تستوجب التمرس على قيمها بتوازي انسجام يجعل الإرادة الحوارية تتأيد بمجال تطبيقي يسعف الفعل الحواري على استباقات من الحسنى واستزادات وتشاراكيات ندية خلاقة. * (باحث في الحوار بين الأديان و الدراسات الدينية المقارنة /جامعة محمد الخامس أكدال الرباط)