ارتأى أصحاب القرار المركزي أن تدشن مدينة العرائش موسمها الصيفي بكارثة اقتصادية حقيقية، إذ زحفت الآليات لتدمير أكثر من 60 منزلا ومحلا تجاريا من مقاهي ومطاعم دفعة واحدة في بداية الموسم الصيفي، وتحول شاطئ رأس الرمل إلى منطقة خراب ودمار، والسبب في ذلك أن المنطقة مدرجة في مشروع ليكسوس السياحي. وعلمنا أن السلطات استندت في هذا الهدم على صفة الاستغلال المؤقت لهذه المنشآت، لكن الخطورة أن لا أحد أبلغ المتضررين الذين تفاجأوا وذهلوا لما حدث. ومن الناحية الاقتصادية فإن اقتصاد العرائش يعول كثيرا على العائدات السياحية التي ترتفع في فصل الصيف بسبب الوافدين على البحر، وحينما تقدم هذه السلطات على ما أقدمت عليه في بداية الموسم الصيفي، فإنها توجه ضربة مؤلمة لهذا المصدر المهم جدا وتضع مصدر عيش آلاف العائلات في كف عفريت. ويذكر أنه أمام انعدام الاخبار فإن العديد من أصحاب المنازل والمحلات التجارية والمطاعم والمقاهي أقدموا على الإصلاح خلال الأسابيع القليلة الماضية ليفاجأوا بالهدم والدمار والتخريب. وأكدت لنا مصادر أن السلطات الإقليمية اتخذت قرار الهدم منذ أربعة أشهر خلت ولم تخبر المتضررين، وانتظرت حلول موسم الصيف لتنفيذ قرارها الغريب. كما علمنا أن السلطات الإقليمية سخرت كل جهودها، لتنفيذ الهدم حيث ضغطت على المقاولات والجماعات المحلية لإجبارها على استعمال آلياتها المدمرة، وهو حماس غريب جدا لا تبديه في كثير من الملفات العالقة بمدينة العرائش التي تعيش منذ مدة طويلة أوضاعا صعبة للغاية. وعلمنا أن المتضررين نفذوا وقفة احتجاجية وأنهم لاقوا موجة تضامن وتعاطف شعبي كبير.