قام وفد مغربي يضم ممثلين عن الأحزاب السياسية وبرلمانيين وفعاليات نسائية ومنظمات شبابية وشخصيات وطنية وإعلامية ورجال أعمال بزيارة للجماهيرية الليبية، وذلك في سياق تمتين العلاقات المغربية الليبية والدفع بالعمل العربي المشترك باعتبار الدور الذي تقوم به الجماهيرية الليبية التي تترأس الدورة الحالية للقمة العربية. وقد حظي الوفد المغربي باستقبال خاص من طرف فخامة قائد ثورة الفاتح من سبتمبر العقيد معمر القذافي. وفي كلمة الوفد المغربي التي ألقاها الأستاذ شيبة ماء العينين، عبر الوفد عن تقديره للدور الذي تقوم به ليبيا لدعم الوحدة العربية، وإقرار السلم والأمن في إفريقيا. وفي موضوع الصراع المفتعل حول الصحراء المغربية، عبر الوفد المغربي عن انشغاله العميق لما يمثله هذا التوتر من عرقلة لبناء اتحاد المغرب العربي نظرا لمعاكسة الجزائر للوحدة الترابية للمملكة المغربية. كما توقفت كلمة الوفد المغربي عند الانعكاسات السلبية للموقف الجزائري الرافض لفتح الحدود المغربية الجزائرية وما يلحقه من أضرار اجتماعية واقتصادية على مجموع الأقطار المغاربية، علاوة على القضايا التي تهم العالم العربي. وقد تفاعل السيد معمر القذافي مع كلمة الوفد المغربي، حيث عبر في كلمته القيمة عن تثمين العلاقات المغربية الليبية مشيدا بالقيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، معتبرا أن حضور الوفد المغربي بهذا التنوع والتعدد دليل على حيوية وتطور التجربة الديمقراطية في المغرب. كما تأسف عن طبيعة العلاقات المغربية الجزائرية مذكرا بموقف المغرب التاريخي الداعم لجبهة التحرير الجزائرية أثناء كفاحها من أجل الاستقلال، مشيرا إلى أن إقفال الحدود بين البلدين يعتبر وضعا غير طبيعي لا ينبغي استمراره، ودعا بهذا الصدد إلى فتح الحدود بين الجزائر والمغرب باعتباره مطلبا شعبيا وحاجة استراتيجية للبلدين. وفي نفس السياق، أكد على تفعيل اتحاد المغرب العربي على وجه الخصوص كلبنة أساسية في بناء الاتحاد العربي المأمول. وتوقف السيد القائد عند مشكلة الصحراء باعتبارها تمثل عائقا أمام بناء اتحاد المغرب العربي، وذكر بهذا الخصوص بدعوته للبوليساريو إلى الالتحاق بالمغرب والتحول إلى حزب سياسي مغربي إلى جانب الأحزاب السياسية المغربية في إطار دولة واحدة موحدة. كما عبر القائد عن أسفه لغياب المغرب عن الاتحاد الافريقي، والذي اعتبره خسارة لإفريقيا، متمنيا عودة سريعة للمملكة المغربية إلى هذا الاتحاد. ومن جهة أخرى، توقف عند الظروف التي تمر بها القضية الفلسطينية معبرا عن أسفه من ضعف الموقف العربي، داعيا الدول العربية إلى قطع كافة أشكال العلاقات مع إسرائيل ومناهضة التطبيع السياسي والاقتصادي مع الكيان الصهيوني. وفي الأخير، دعا إلى ضرورة استمرار التواصل بين الفعاليات المغربية والليبية وأن لا يقتصر على اللقاءات المناسباتية، وتفعيل آليات التعاون الدائم على مستوى العالم العربي والتفكير في سبل دعم العمل العربي المشترك في كافة المجالات لمواجهة التحديات التي تحدق بالأمة. وفي عشية نفس اليوم، عقد الوفد المغربي لقاء مفتوحا مع الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام السيد أبو القاسم الزوي بمعية أمين الشؤون الخارجية بالمؤتمر الشعبي العام السيد سليمان الشحومي. حيث قدم السيد الزوي عرضا هاما مفصلا عن مختلف جوانب العلاقات المغربية - الليبية المتميزة، مؤكدا دعم ليبيا للوحدة الترابية للمملكة المغربية سواء على مستوى الصحراء المغربية أو على مستوى سبتة ومليلية والجزر المغربية المحتلة، وذلك لاعتبارات قومية واستراتيجية ، مشددا على الموقف الثابت للقيادة الليبية الرافض لأي نزعة انفصالية تسهم في مزيد من بلقنة عالمنا العربي. كما ذكر بالمحطات التي قطعها اتحاد المغرب العربي والصعوبات التي واجهها، متمنيا إعطاء دفعة جديدة لتقوية التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي بين البلدين.