كشف الرئيس الليبي، معمر القذافي، عن دعوات سابقة كان قد وجهها إلى قيادة البوليساريو، دعاها فيها إلى الالتحاق بالمغرب وتأسيس حزب ثوري. وقال: «قلت لهم أن يسموا حزبهم الحزب الثوري للبوليساريو، وأن يناضلوا مثل إخوانهم المغاربة من أجل إرساء مجتمع ديمقراطي». وقال القذافي في معرض حديثه، صباح أمس، أمام وفد مغربي يضم فعاليات سياسية وبرلمانية ونقابية ونسائية وشبابية وإعلامية (90 شخصا)، إنه سبق له أن وجه سؤالا للملك الراحل الحسن الثاني: «لماذا تخاف من الاستفتاء؟»، فأجابه بأنه لا يخاف من الاستفتاء، ومستعدون لقبول أي نتيجة في الموضوع، فإذا قبل الصحراويون الالتحاق بالمغرب فمرحبا، وإذا رفضوا سيكون لهم ما أرادوا، في سياق لا يعني تكوين دولة مستقلة. وألح الرئيس الليبي على الدور الذي لعبه المغرب في دعم الثورة الجزائرية، قائلا إنه لا يمكن إلا لجاحد أن ينكر هذا الدور، بل إن الرئيس الجزائري نفسه- يقول القذافي- عاش في المغرب، وكان يحارب المستعمر الفرنسي انطلاقا من المغرب، ودعا إلى فتح الحدود بين المغرب والجزائر، معتبرا الوضع الحالي وضعا مؤلما. واعتبر القذافي خروج المغرب من المنظمة الإفريقية خسارة. وقال: «نحن نفتقد للمغرب في الاتحاد الإفريقي، وخروجه خسارة لنا في ليبيا، وفي إفريقيا». وبخصوص المسألة الأمازيغية، ذكر الزعيم الليبي، أن السياسات التجزيئية خطأ، داعيا إلى إغلاق الإذاعات الأمازيغية والمحلية في العالم العربي، لأن الأمازيغ هم عرب أتوا من البر، ولذلك سموا «بربر»، وأن لهجتهم من اللهجات العربية غير القرشية. وفي معرض حديثه عن التحولات التي يعرفها العالم، قال القذافي إن هذا الزمن ليس زمن انقلابات، ولا ثورات، وأن الحريات أصبحت كبيرة، بدليل أن المغرب نظم «مهرجان موازين» الذي شارك فيه فنانون يعني.. استقبلوا بحفاوة من طرف الشباب. وأضاف القذافي أن «مهرجان موازين» ينبغي أن يتحول إلى مهرجان للدعوة إلى تأسيس الدولة الفاطمية الموحدة. من جهته ركز شيبة ماء العينين، في كلمته التي ألقاها باسم الوفد المغربي، على مقترح الحكم الذاتي في الصحراء، وقام بشرح جميع ملابساته. داعيا دول الجوار، وخاصة اللجنة الخماسية المنبثقة عن القمة العربية بسرت، إلى لعب دور أكبر وأهم لحل الإشكال بين دول المغرب العربي. وعلمنا أن الوفد المغربي قد أصدر بلاغا ثمن فيه العلاقات المغربية الليبية، وأشاد بالسياسة الوحدوية للقيادة الليبية، معتبرا أن استمرار مشكل الصحراء عقبة أمام بناء المغرب العربي. وسجل البيان دعوة القذافي إلى فتح الحدود بين المغرب والجزائر والتحاق البوليساريو ببلدهم لتأسيس حزب. وذكر البلاغ أن ذلك هو جوهر المقترح المغربي حول الحكم الذاتي. نشير إلى أن الزعيم الليبي استقبل الوفد المغربي في خيمة كان قد أهداها له جلالة الملك محمد السادس في وقت سابق. وقال القذافي إنه ينادي الملك ب «يا ابني»، وأن هديته (إي الخيمة) هي التي يراها صاحبها في كل يوم، وفي كل أسبوع. وقد التقى الوفد المغربي، الذي يقوم بهذه الزيارة إلى ليبيا بمبادرة من التنسيقية المغربية لملتقى التنظيمات والأحزاب السياسية في المغرب العربي، والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، عقب وصوله إلى طرابلس، بمحمد أبو القاسم الزوي، أمين مؤتمر الشعب العام.