«أنا سجين، أترنح في زمن يشبه الحلم غير آبه بالأصبحة والأماسي» بورخيس صباحي شاعر نزق بغليون عتيق ولحية خفيفة مخضبة بنبيذ المساء لا شكل للحكمة فيها. بتؤدة يمضي مصغيا لحماقاتي مزاجيتي تثاؤبي لأخبار موت يتصاعد بخارها في فناجين النهار المتلاحقة. يرتب أحلامي المؤجلة شوارد الكلام فراش الهزيع الأخير. صباحي يورق كطراوة العشب بمزهريات الدهشة رغم احتجاج المساء على إطلالة الضوء وتكتمه على همس العشاق. في الصباح يتراءى لي بورخيس غير مكترث بالصباحات متعثرا في خطاه مبصرا ما لا يدركه الصباح. على بياضه ينسكب حبر الليل وفي سمائه تنبجس آلاف الشموس. كم يلزمني من شمس كي أكون الصباح ألثم بؤبؤ عينيك. أنتشي بشهوة البدء. ألبس عريي وأشرح للشمس صدري فأحرق خطاياي وتحرقني. وأغسل جسدي بشلال الضوء. كم يلزمنا من الحكمة كي ندرك أن صباحاتنا تتكئ على زمن من هباء. وأننا نحمل كل يوم جثة الشمس على أكتافنا كي نواريها ثرى المساء.