كسابقاتها من دورات المجلس البلدي لمدينة فاس، حملت دورة أبريل 2010 عدة مشاريع تهدف دعم المنظومة التنموية الشاملة لمدينة فاس وسكانها. فبعد قراءة الفاتحة على ضحايا كارثة درب عبد الكريم بالشرابليين تغمدهم الله بواسع رحمته، انطلقت أشغال الدورة التي حملت عنوان الحوار المفتوح وأسلوب الشفافية والوضوح، مما خلف ارتياحا كبيرا لدى مختلف المكونات السياسية للمجلس عبر عنه ممثلوه بكل جرأة ومسؤولية بغض النظر عن نوع التصويت الذي يخضع لقناعات سياسية تحظى باحترام الجميع. وقد شدت عن هذه القاعدة جهة واحدة ووحيدة اعتادت أن تسبح في الماء العكر، ولا يهمها إلا عرقلة المسيرة التنموية ، التي تعرفها مدينة فاس، علما أن عدد أفرادها لا يتجاوز أصابع اليد، لكن بقايا «اليسار» المتهالك لا زالت تهيمن على مخيلاتها البالية رغم «تشغيلهم» كأجراء في اليمين المتطرف، فوقع لهم ما وقع للغراب فلاهم أخلصوا لمبادئهم السابقة ولا عرفوا كيف يتكيفون مع الواقع الذي وضعوا فيه، وقد انضاف إليهم بهلوان ومهرج فاس «رفيقهم» العزيز، ليكونوا سيركا سيئ الأداء، وقد تأكد ذلك بالملموس حين أخرج أحدهم مكبر صوت ، وبقدر ما أثار هذا المشهد المأسوف عليه استهزاء وسخرية كل الحاضرين بمختلف التيارات، بقدر ما ابدوا من أسف وتحسر على التمثيل السيئ لحزب إداري السريع التكوين، يدعي «تخليق» الحياة العامة، والأخلاق منه براء، وأمام تكرار مثل هذه المواقف المخزية لم يسع عمدة فاس الأخ حميد شباط إلا أن يؤكد أنه شتان بين المناضل الحقيقي صاحب المبادئ وبين مرتزق السياسة وجوال الأحزاب. كما عزم المجلس بمختلف مكوناته على مواصلة الأشغال ومناقشة جدول أعمال الدورة بكل جدية غير مبال بمثل هذه الأمور الصبيانية، وهكذا وبعد الاستماع إلى ملخص دورة فبراير السابقة ناقش الجميع النقطة المتعلقة بتحويل الاعتمادات حيث استطاع المجلس أن يرشد عدد من فصول الميزانية وخصوصا الاستهلاكية منها والبالغ حجمها 56 مليون درهم والتي تم توظيفها في دعم تهيئة الدور الآيلة للسقوط وتشييد قاعات مغطاة للرياضة والدراسات و تشييد الطرق والأرصفة والمنشئات والمجاري... كما تمت المصادقة على دعم هذه المشاريع التنموية وغيرها بفائض الحساب الخصوصي المتعلق بتجزئة السلام والبالغ حوالي 25 مليون درهم وبذلك يكون المجلس في هذه الدورة قد خطى خطوة جديدة وهامة بتخصيصه حوالي 81 مليون درهم كلها في مجال الترميم والإصلاح والتشييد والتجهيز... وفي مبادرة استباقية بادر مكتب المجلس البلدي إلى طرح مشروع الدراسات المتعلق بالمخطط الجماعي للتنمية الذي نص عليه الميثاق الجماعي الأخير حيث قام المجلس بشراكة مع البنك الشعبي في إعداد مشروع دراسة مستفيضة حول مدينة فاس في مختلف مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومن مختلف رؤى وزوايا المؤسسات والهيئات الاقتصادية والتجمعات السكانية وقد سلم رئيس المجلس البلدي نسخ من هذه الدراسة لمختلف مكونات المجلس قصد التدارس والتباحث في شأنها مع من تراه مناسب لذلك على المستوى الحزبي أو المجتمعي، كما أكد الأخ العمدة أن الجهة المكلفة بإعداد هذه الدراسة ستجتمع مع كل مكون من مكونات المجلس على حدة لتستخلص مقترحاته وتعديلاته وتوجهاته العامة، على أن تتم مناقشة الصيغة النهائية في دورة المجلس القادمة، وقد نوه عدد من المتدخلين ومن جهات مختلفة بهذه المبادرة وهذه المنهجية التي تصب في عمق التدبير الرشيد والحكامة الجيدة والتشارك الفعال. كما صادق المجلس على مشروع اتفاقية متعلقة بإنجاز دراسة وأشغال التشوير الطرقي داخل المدار الحضري بمدينة فاس بين الجماعة الحضرية لفاس والمديرية الجهوية لتجهيز والنقل بجهة فاس بولمان والتي ستعمل على تجاوز كل الإكراهات التي تعرفها فاس من حيث السير والجولان، كما اهتم المجلس بموضوع تدبير مرفق نقل المرضى والجرحى وأموات المسلمين حيث صادق على دفتر التحملات المتعلقة به. وفي إطار العمل التشاركي الذي مافتئ مجلس مدينة فاس يدعمه مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله و باقي الجمعيات ومن بينها جمعية حديقة النباتات فقد صادق المجلس على مشروع الاتفاقية التأسيسية للمجموعة ذات النفع العام في هذا الشأن وفي نفس الاتجاه أبدى المجلس موافقته على اتفاقية شراكة وتعاون بينه وبين الجامعة الحرة «تكنولوجيا» أو الجامعة الحرة Sup Management ومن أجل دعم الاستثمار بهدف تخفيف من البطالة وتقوية الدينامية الاقتصادية بمدينة فاس صادق المجلس على عدة اتفاقيات وطلبات عدد من المؤسسات الاقتصادية الرامية إلى توسيع مجالها الاقتصادي. ودعما لتنمية المدينة العتيقة بفاس وخلق فضاءات اقتصادية وتجارية وخصوصا منها الحرفية للصناعة التقليدية فقد صادق المجلس على ما يتعلق بالوعاء العقاري الكائن بساحة للا يدونة وفندقي البركة والسطاونية علما أن هذا المشروع لا يمس بمصالح الحرفيين والتجار المتواجدين فيه حاليا. وأمام استفحال الوضع بالمحطة الطرقية بباب المحروق وعدم قيام الجهات المعنية بواجبها في وضع حد لكل الإنفلاتات والمشاكل المطروحة فقد صادق المجلس على إحالة هذا الملف على القضاء. كما كان للنقل الحضري بفاس نصيب وافر في هذه الدورة حيث تم تدارس مختلف التوصيات التي تمخض عنها اليوم الدراسي الذي نظمه المجلس البلدي مع مختلف فعالياته وإثر ذلك صادق المجلس على مختلف هذه التوصيات كما أشاد عدد من المتدخلين بمبادرة الأخ الرئيس بتنظيم هذا اليوم الدراسي كمنهجية جديدة في التهييء الجيد والمتأني لنقط جدول أعمال الدورات التي تهم قضايا فاس وسكانها. وفي إطار اهتمامه بالأسواق التجارية صادق المجلس على مشروع إتفاقية تنظيم الأسواق المتنقلة لفائدة منتوجات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة فاس بولمان. وكدا على مشروع اتفاقية إطار مع مجموعة المعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات ونفس الشيء بالنسبة لمشروع اتفاقية شراكة من أجل تسيير الفضاء الجمعوي بفاس. وكدا الموافقة المبدئية على إحداث مجموعة للجماعات لتسيير منتزه جنان السبيل بفاس هذا المنتزه الذي يعتبر من الفضاءات الخضراء التاريخية والتي أولاها المجلس إهتماما خاص بتعاون مع كل الجهات المعنية وخاصة جمعية محمد السادس للبيئة. كما صادق المجلس على قرار يقضي بتحديد الطرق العامة لتوسيع الطريق الرابط بين باب الفتوح وباب الكيسة ونزع ملكية العقارات اللازمة لذلك، وكدا القرار الجماعي التنظيمي الذي يحدد المعايير الواجب توفرها في أماكن تنظيم المعارض والأيام التجارية بالجماعة الحضرية لفاس، كما صادق على كناش التحملات الخاص باستغلال محطات وقوف السيارات والدراجات والشاحنات وفق مرسوم الصفقات والقوانين الجديدة ذات الصلة ونفس الشيء مع تعديل كناش التحملات الخاص باستغلال الملك لإقامة اللوحات الإشهارية وفق مرسوم الصفقات والقوانين الجديدة ذات الصلة، كما استصدر المجلس قرار يقضي بتحديد المدار للقيام بدارسة تصميم التهيئة للمنطقة الشمالية، ووافق أخيرا على ما يتعلق بتدبير مرفق الإنارة العمومية وفقا لدورية وزير الداخلية. هذا وتجدر الإشارة وكما أسلفنا الحديث سابقا أن الدورة كان عنوانها الحوار المفتوح وأسلوبها الشفافية والوضوح مما جعل كثيرا من هذه القرارات تتخد بإجماع أعضاء المجلس، وختمت الدورة في جو راقي يطبعه التفاؤل نحو مستقبل فاس، كما رفع رئيس المجلس الأخ حميد شباط باسم كل أعضائه برقية ولاء وإخلاص للجلالة محمد السادس معتزين بتوجيهاته النيرة ورعايته النبيلة وزياراته التنموية الغالية.