جاء اعلان الرئيس الاميركي جورج بوش عن تعزيز متواضع لعدد القوات الاميركية في افغانستان ، اقل من توقعات القادة العسكريين الذين يطالبون باعداد اضافية للتصدي لنفوذ حركة «طالبان» المتزايد. وفيما شهدت الظروف الامنية تحسنا في العراق ، اقر الرئيس الاميركي بان الامور لا تسير جيدا في افغانستان التي تشهد تنامي للتمرد انطلاقا من ملاذات المتشددين في باكستان المجاورة. واعلن بوش خفض عدد القوات الاميركية في العراق بثمانية الاف عنصر فقط في الاشهر المقبلة، وارسال نحو4500 جندي اضافي الى افغانستان بحلول يناير المقبل، عند مغادرته البيت الابيض. واوضح بوش في كلمة القاها امام «ناشونال ديفنس يونيفرستي»، وهي مؤسسة عريقة للاستخبارات العسكرية في واشنطن ، ان «النجاح في افغانستان مهم بالنسبة لامن الولاياتالمتحدة وشركائنا في العالم الحر. ورغم كل العمل الجيد الذي قمنا به في ذلك البلد, فمن الواضح ان علينا ان نقدم المزيد». لكن المنتقدين يرون ان هذا العدد غير كاف ، ويحذرون من ان اي هجوم مقبل على الولاياتالمتحدة يرجح ان ينطلق من الحدود الافغفانية-الباكستانية وليس من العراق. وقال ايك سكيلتون ، رئيس لجنة الخدمات المسلحة في مجلس النواب الاميركي ، ان «الجهود بالنسبة لافغانستان ، يجب ان تتصدر الواجهة ، وان تصبح مرة اخرى في مقدم اولوياتنا». وهناك حاليا33 الف جندي اميركي بأفغانستان,14 الفا منهم ضمن القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة لحلف شمال الاطلسي. ويقول القادة الاميركيون انهم بحاجة لثلاثة الوية اضافية على الاقل ، اي حوالى عشرة الاف جندي، لمواجهة الناشطين الاسلاميين الذين اصبحوا مدربين ومجهزين بشكل افضل. وقال الميجور جنرال جيفري شلوسر ، نائب قائد القوات الاميركية في افغانستان للصحافيين ، «ان تامين حماية 10 مليون افغاني بالاضافة الى مليونين او ثلاثة في كابول ، حسب الارقام التي بحوزتنا, مع العدد الذي ننشره هنا, امر لا يمكن تنفيذه بالكامل». واضاف «من الصعب جدا بالنسبة الينا ان نقوم بذلك ، نظرا للاعداد التي ننشرها هنا». وقال ان القوات الاميركية «لا تخسر الحرب ، وانما تحقق نصرا بطيئا»» . من جهته قال انتوني كوردسمان ، الخبير العسكري في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، ان عناصر «طالبان »، ومجموعات متمردة اخرى ، قامت بتوسيع تواجدها في افغانستان على نطاق كبير منذ العام2004 . واضاف ان معلومات الاستخبارات الاميركية وخرائط الاممالمتحدة تظهر ان منطقة نفوذ «طالبان» والمتمردين تضاعفت بين عامي2004 و2005 , وارتفعت بمعدل اربعة اضعاف بين2005 و2006 ، ثم سجلت ارتفاعا كبيرا مرة اخرى بين2006 و2007 . وكتب على موقع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية على الانترنت «في هذه المرحلة تعتبر القوات الاميركية وقوات الاطلسي و«ايساف » والقوات الافغانية ، ضعيفة جدا ، لمواجهة تمرد متعدد الاشكال يملك ملاذا على طول الحدود الافغانية-الباكستانية». من جانبه ، ايد الاميرال مايكل مولن ، رئيس هيئة الاركان المسلحة ، طلب القادة العسكريين نشر ثلاثة الوية اضافية ، لكنه ربط ذلك بسحب المزيد من القوات من العراق. وقال مولن قبل حوالى اسبوعين ، ان «المعركة في شرق البلاد ، معركة قاسية جدا.»