تزايد عدد المحطات الإذاعية الخاصة في المغرب خلال السنوات الماضية وتمكنت خلالها كل منها من إيجاد ما يميزها عن غيرها. ويؤكد المدير العام لإذاعة »شذى إف إم« ورئيس جمعية الإذاعات والقنوات الخاصة في المغرب »إن الهدف والرسالة من ذلك هو مواكبة الديمقراطية والعهد الجديد«، إذ تفتح هذه المحطات المجال أمام المواطنين للإدلاء بآرائهم دون شعورهم بوجود سقف ينبغي التوقف عنده. فتح تحرير القطاع السمعي البصري في المغرب الباب أمام ظهور عدد من الإذاعات الخاصة، التي تتمتع بحيز مهم من الحرية، بالرغم من تحديد بعض الخطوط الحمراء التي لا يجب المس بها، ولقيت هذه الإذاعات، التي من المتوقع أن تصل إلى نحو العشرين، آذانا صاغية وتجاوبا فريدا من قبل المواطنين، الذين تحولوا إلى فاعلين أساسيين في هذه المنابر الإعلامية. وفي محاولة إلى تقنين القطاع، عمدت الحكومة إلى خلق الهيئة العليا للسمعي والبصري، المعروفة باسم »الهاكا«، التي تلعب دور الشرطي والقاضي، في الوقت نفسه، بعد أن تصدر العقوبات الزجرية في حق المخالفين ل»دفتر التحملات« الذي يعد بمثابة الإطار القانوني، الذي التزمت الإذاعات باحترامه. وقال رشيد حياك، المدير العام لإذاعة »شذى إف إم« ورئيس جمعية الإذاعات والقنوات الخاصة في المغرب، أن »المغرب دخل، أخيرا، إلى عهد الديمقراطية، التي لا يمكن أن تتحقق، وتكون ملموسة على أرض الواقع، إلا عبر فتح الآفاق في وجه المجال السمعي والبصري، وهي الخطوة التي فضلت المملكة اعتمادها في العهد الجديد«. وكان أول هدف أمامها هو العمل على تحرير القطاع السمعي البصري وفي هذا الصدد في تصريح لإيلاف 2005 أوضح رشيد حياك أن الهدف والرسالة من ذلك هو مواكبة الديمقراطية والعهد الجديد في المغرب، وأيضا توفير هامش من حرية التعبير، حتى يتمكن المواطنون من الإدلاء بآرائهم بكل عفوية«. فأغلبية البرامج الإذاعية »تكون مباشرة، والمستمع لم يعد كما كان عليه الأمر في السابق في فترة الاحتكار، عندما كانت أغلب الإذاعات مفروضة على المستمع، الذي لم يكن له دور فعال« ويشرح الرئيس المدير العام لإذاعة »شذى إف إم« مضيفا أن الوضع حاليا مختلف، إذ أن هناك برامج تتفاعل مع الجمهور، بمعنى أن الإذاعة تستمع إلى الناس والناس يستمعون إليها««. وأرجع رشيد حياك ذلك إلى وجود »مواضيع قريبة من الناس، وتفتح أمامهم إمكانية الاتصال وعلى الفور، كما يمكنهم التدخل والإدلاء برأيهم، دون التوقف عند الخطوط الحمراء. فالإذاعات، رغم أن لديها دفتر تحملات، لكنه لا يفرض عليها أن تتطرق إلى هذا الموضوع دون آخر«. وأضاف رئيس جمعية الإذاعات والقنوات الخاصة في المغرب أنه »ليست هناك خطوط حمراء، إذ لديك كامل الحرية في اختيار المواضيع وشبكة البرامج التي تليق بك، وبالخط التحريري للإذاعة«، مبرزا أن »الإذاعات تختلف، فهناك الشاملة والعامة والاقتصادية، أي أن كل واحدة لديها خط تحريري معين«. وبخصوص موضوع التمويل، الذي يثير مجموعة من ردود الفعل، قال رشيد حياك إن »تمويل الإذاعات يكون من الإشهار فقط، وليس لديها أي مدخول آخر، كما لها مدخول بسيط جدا من الرسائل الهاتفية القصيرة 0,4 أو 0,5 في المائة. وأوضح أن »هذه الإذاعات ليس لها أي دعم من طرف الدولة، بل بالعكس هي عليها حقوق تؤديها إلى الدولة، وتدفع الضريبة وغيرها من الأمور«، مؤكدا أن »الإذاعات تقدم الخدمة الأولى للمواطن والمستهلك، الذي هو المستمع المغربي، ودورها يتجلى في رفع الاحتكار في الميدان السمعي والبصري، والانتقال إلى مرحلة أخرى، ألا وهي التعددية وحرية التعبير، وكل واحد يكون له الاختيار حسب ذوقه«. وتطغى على الإذاعات الخاصة برامج الترفيه، والتنشيط، والألعاب، والبرامج الموسيقية، على حساب البرامج ذات الأدوات المجتمعية التأطيرية، كما أنه تشترك في كثرة برامج الخدمات.