... احترم المنطق الكروي القائل بأن من يضيع التسجيل تتلقى شباكه الأهداف والذي انطبق على هذا اللقاء الذي جرى ليلة الثلاثاء الماضي تحت الأضواء الكاشفة لمركب محمد الخامس برسم آخر لقاءات الدورة (25) من بطولة القسم الأول والذي جرى أمام ما يناهز ستة آلاف متفرج صبت غضبها ونعوتها المشينة على الصحافة على خلفية تعاملها مع أحداث مقابلة إياب كأس عصبة الأبطال أمام بيترو اتليتيكو الأنغولي التي أقصي فيها الفريق. لماذا احترم المنطق لأن أطوار هذا اللقاء الذي انتهت نتيجته بفوز مستحق لكنه مهم للرجاء البيضاوي الذي أصبح بعد ظفره بالنقاط الثلاث على بعد نقطتين فقط عن صدارة الترتيب مما سيعطي لديربي يوم الأحد قوة واهتماما أكثر لأن نتيجته حاسمة للغريمين الوداد والرجاء التي عرفت كيف تصنع فوزها في هذه المقابلة التي بدا فيها فريق المغرب الفاسي خلال الجولة الأولى عازما على سبق التسجيل الذي كان بإمكانه تحقيقه من فرصة أمام المرمى الفارغ في الدقيقة 21 إلا أن المهاجم بورزوق يضيع أمام استغراب الجميع ثم فرصة ثانية للمهاجم فلافيو في الدقيقة 31 لم يحكم تسديدها بقوة في اتجاه مرمى الجرموني، بالإضافة إلى ضربتي خطأ على مشارف منطقة جزاء الرجاء، وكان هذا التهديد الفاسي بمثابة إنذار صريح لمجموعة الرجاء التي بادرت إلى تنظيم صفوفها بالشروع في بناء المرتدات الهجومية التي لم يتأخر أكلها بتسجيل الهدف الأول في الدقيقة 40 بواسطة الصالحي لتنتهي الجولة الأولى بتفوق رجاوي بنتيجة (0/1). وعكس ما كان متوقعا في الجولة الثانية من رد فعل لفريق المغرب الفاسي بالرفع من إيقاع اللعب حدث العكس من خلال تحكم فريق الرجاء في مجريات اللعب اعتمادا على الاختراقات المتنوعة من الجناحين والوسط ثم اللجوء إلى القذف المباغث ليتمكن الرجاويون في الدقيقة 76 من إضافة الهدف الثاني لنفس مسجل الهدف الأول الصالحي علما أنه قبل تسجيل هذا الهدف كانت كلمة الحسم في العديد من الهجومات الرجاوية للحارس أناس الزناتي الذي كان يقظا باستماتته التي حالت دون تسجيل أهداف أخرى، فيما ظلت تحركات فريق المغرب الفاسي الذي لعب محروما من خمسة عناصر أساسية (بلعامري والدحماني وحفيظ عبد الصادق وفهيم والحارس آيت بولمان) مقتصرة على وسط الميدان والقيام بمناوشات لم تشكل خطورة على مرمى ودفاع الرجاء لينتهي اللقاء الذي قاده الحكم جيد الذي كانت العديد من قراراته متناقضة مع الحكم الثاني للشرط بفوز الخضراء التي سعدت جماهيرها بهذه النتيجة التي سبقت لقاء الديربي ونفس الاحساس عبر عنه المدرب روما وخلال الندوة الصحفية بالقول بأن فريقه يستحق الفوز لأنه كان الأكثر حضورا بالملعب والمسيطر على جل الأطوار والأسرع في بناء عملياته، وأن ماقام به اللاعبون هو جواب لكل ما تردد من قبل من خلال عرضهم الجيد والمقنع. للإشارة فإن مدرب المغرب الفاسي عبد الهادي السكيتيوي لم يحضر الندوة الصحفية، وبهذه النتيجة يتجمد رصيد الفاسيين في 35 نقطة مع تلقيه للهزيمة الثانية على التوالي.