قضت المحكمة الابتدائية بإنزكان في ملف الناشطين النقابيين محمد العيساوي و الحسن الخزروني المتابعين في حالة اعتقال بعد مداولة يوم 07 أبريل الجاري بالحكم عليهما بشهرين حبسا نافذا و1000,00 درهم غرامة وأداء5000,00 درهم كتعويض تضامني و100,00 درهم في الصائر. وقد تم الطعن في هذا الحكم لدى محكمة الاستئناف بأكادير. وتعود متابعة المناضلين النقابيين إلى يوم الخميس 25 مارس الماضي بعدما تم اعتقالهما من طرف قائد آيت عميرة اعتقالا تعسفيا دون أدنى احترام للقانون ، ودون تقديم شركة دونا إكسبور المشتكية لأية شكاية أمام أنظار النيابة العامة ، وتوبعوا بعد إحالتهم على درك آيت عميرة بعرقلة حرية العمل والتهديد بالسلاح وحمله وإلحاق خسائر مادية بملك الغير طبقا لفصول المتابعة : 288 _ 429 _ 303 _ 608 من القانون الجنائي. وكان تكييف النيابة العامة لصك الاتهام مرتكزا على وسيلة إثبات وحيدة وهي شهادة الشهود لدى الضابطة القضائية، على الرغم من تضمن الملف لشهادة أربعة من شهود النفي. ومن ضمن شهود الإثبات مسؤولان عن إدارة الشركة؟ وعمال جدد تم استقدامهم للعمل لكسر الإضراب الذي تخوضه شغيلة الشركة (1600 عامل، مقسمين على ثمان ضيعات ومحطة للتلفيف)، وتراجع شهود الإثبات أمام رئيس الجلسة يوم الثلاثاء 06 أبريل الماضي عن تصريحاتهم السابقة، وهو ما يدعم كيدية الشكاية للتأثير المعنوي على العاملات والعمال المضربين، ولصرف الأنظار عن جوهر النزاع الذي هو نزاع الشغل. ولم يثبت (م.ع/عريف) سوى مشاهدته لأحد الظنينين داخل ضيعة دونا 6، إذ يقر بعدم وجود السلاح وعدم حمل المتابعين له على الإطلاق وعدم تمزيق السياج ..؛ على عكس تصريحه الأول أمام الضابطة القضائية؟ نفس التناقض سجلته شهادة (ف.ب) التي تعترف بعدم وجود أي سلاح أو أي فعل تخريبي. أما أحد الشهود (أ.ع) الذي أثار امتعاض الحاضرين بجلسة المحكمة وهيأة الحكم معا والذي يعترف أنه كان داخل البيت البلاستيكي الذي تستحيل معه رؤية ما يدور بخارجه نظرا لنوع البلاستيك المستعمل ولونه وسمكه؟ وهو ما فطن إليه رئيس الجلسة الذي اعاد هذا السؤال عليه عدة مرات. ونظم العمال الزراعيون المنضوون تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفيدرالية الديمقراطية للشغل وقفة يوم الخميس 08 أبريل الماضي أمام مقر قيادة آيت عميرة للمرة الثانية تضامنا مع معتقلي النضال النقابي بالإقليم، واحتجاجا على ما يعيشه العمال في القطاع الزراعي من مشاكل. وعلى إثر الاجتماع الذي ترأسه المندوب الجهوي للتشغيل بأكادير يوم الخميس 08 أبريل بحضور ممثلي شركة دونا إكسبور ونقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وبعدما تم التوصل إلى حل للنزاع القائم بعد استجابة الشركة بشكل كامل للملف المطلبي، تم رفع حالة الإضراب مع مساهمة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب بساعتين تضامنيتين لكل عمال الشركة كل يوم على امتداد أسبوع كامل قابل للتمديد بطلب من الشركة أو بإرادة منفردة من العمال لتجاوز التأثيرات السلبية التي خلفها الإضراب الأخير، وهو تجسيد من قبل النقابة للمقاربة التشاركية للاتحاد العام للشغالين بالمغرب وانسجاما مع الخط النضالي المتفق بشأنه في المؤتمر الأخير.