يبدو أن مجلس الأمن الذي سيتداول قريبا في مستجدات ملف الصحراء المغربية سيكون مضطرا مجددا الى تمديد فترة انتداب المينورسو لسنة إضافية لتمكين ممثل الأمين العام المكلف بالملف من مواصلة مشاوراته مع الأطراف المعنية بغية الوصول الى أرضية تراضي مقبولة من الجانبين تبدد المخاوف السائدة من انغلاق محتمل لأفق الحل السياسي بفعل تعنت البوليساريو و الجزائر . وبدا الأمين العام للأمم المتحدة قلقا في شأن الأوضاع الحقوقية بالصحراء المغربية المسترجعة و بمخيمات تندوف وخلص الى أن وجهات نظر طرفي النزاع في الملف المعروض على أنظار مجلس الأمن ما زالا متباعدين بشأن مستقبل الاقليم . وقد أكد الامين العام للامم المتحدة في تقرير نشر يوم الاربعاء ان المغرب وجبهة البوليساريو ما زالا مختلفين بشأن مستقبل الاقليم. وأوصى بان في تقريره الى مجلس الامن ان تبقى بعثة الاممالمتحدة للاستفتاء في الصحراء عاما اخر حتى 30 من ابريل 2011، وتضم البعثة المكونة من233 فرد مراقبين عسكريين وجنودا وشرطة مدنية. وقال «انى اشعر بالقلق من الوضع الخاص بحقوق الانسان وكل جانب يتهم الاخر بارتكاب انتهاكات تتعلق بالصحراويين في الاقليم وفي مخيمات اللاجئين وكل منهما ينفي الاتهامات الموجهة اليه» ، وقال بان انه لا احد من الطرفين مستعد لقبول الاقتراح الذي يقدمه الاخر ليكون الاساس الوحيد للمفاوضات في المستقبل وانه لا شيء من المحتمل ان يتغير في المستقبل المنظور. وكان العديد من المراقبين قد أكدوا استحالة الاستجابة لمطلب الانفصاليين المتعلق بمراقبة الوضع الحقوقي في الصحراء وتوقعوا مزيدا من تمديد أمد النزاع ، وترك العديد من حيثياته للوقت . و راكم المغرب عدة نقط قوة لمشروعية سيادته على أراضيه ، في حين سجلت عدة انكسارات وخيبات متوالية لخصومها في جبهة البوليساريو والجزائر ، فمن مفاوضات أرمونك بنيورك الأمريكية التي انتهت بدون تحقيق أي اختراق، إلى تقوية الدور المغربي في شمال إفريقيا وكامل القارة الإفريقية ، حيث تكللت قمته مع الاتحاد الأوربي بنجاح كبير، وتعزز دوره أمريكيا بعد نجاحها في تدبير اتفاقية التبادل الحر مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ، وهي مؤشرات أتت كضربات متوالية على جبهة البوليساريو وحليفتها الجزائر. ولم تتوقف خيبات طرح البوليساريو عند هذا الحد فقط ، ولكن توالت الفاجعة مرة أخرى بتحقيق المغرب لاختراق استراتيجي على مستوى القارة الافريقية . وتعضد الموقف المغربي أيضا بمبادرة أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بتوجيه رسالة إلى وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون إلى إيجاد حل لنزاع الصحراء على أساس مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.