المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مبادرة ملكية تهدف الى تقليص نسبة الفقر ومحاربة الهشاشة والتهميش والإقصاء. ولا أحد ينكر أنها أعطت أكلها في كثير من المناطق المعزولة والمهمشة سواء بالعالم القروي أو الحضري.الا انها اصبحت وسيلة سياسية للإقصاء والتهميش والعزل في جماعات تفتقد الحكامة والعدل وتفقد أعصابها حين يرفض الحساب الإداري. وتختلط اوراق الميزانية مع اعتمادات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتكون هذه الأخيرة ورقة عقاب وجزاء، مع العلم أن المبادرة الوطنية يجب أن تبقى منزهة عن كل ما يسيء لها وأن توجه التوجيه الصحيح الذي أريد لها. المثال هنا صارخ في جماعة اداوكماض –اقليمتارودانت، بحيث استغل الرئيس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية استغلالا سياسيا وجعلها ورقة رابحة في الإنتخابات السابقة. وحسب مصادر جد مطلعة فقد تمت برمجة مشروع للسقي وتم اختيار المكان غير الملائم [مجرى الوادي] لحفر البئر لا لشيء إلا لإرضاء وكسب أصوات بعض السكان، مع العلم أنه تمت برمجة الشطر الرابع هذه السنة دون أن يخرج الشطر الثاني لسنة 2008 للوجود . ويؤكد أحد المستشارين أن الرئيس جعل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وسيلة لجزاء المصوتين على الحساب الإداري ووسيلة لعقاب الرافضين للعشوائية والتبدير وضياع المال العام. وأنه استطاع أن يوجه المبادرة الى الوجهة التي يريد وذلك بتعيينه للجنة محلية جل أعضائها يقدسون ارادة الرئيس، كيف لا ومنهم موظفون لا يعصون أوامر رئيسهم المباشر ومنهم أميون لا يعرفون على ماذا يوقعون ومنهم مستشارون ذاقوا حلاوة النعمة وكبلوا بها. كما يؤكد نفس المستشار أن ثمانية أعضاء من المجلس قدموا للرئيس طلبا مكتوبا لتحيين اللجنة المحلية إلا أنه أخلف وعده ككل مرة. والنتيجة أن أغلب الدواوير لم تستفد قط لا من المبادرة ولا من الميزانية رغم معاناة أهلها من الفقر وانعدام البنية التحتية، اضافة الى التهميش الذي طالها عمدا. وفوق كل هذا وذاك فإن جل المشاريع المبرمجة في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية هي من صميم اختصاص الجماعة [ بناء ساقية، منشآت فنية، مرافق صحية، مقصورة مسجد، تأهيل ملعب....] أما روح المبادرة فهي الأنشطة المدرة للدخل، تستفيد منها الطبقة الفقيرة لتدر عليها دخلا قارا يحفظ كرامتها، أما في اداوكماض فالمبادرة استطاعت أن تدر دخلا جيدا على المقاول الذي حظي بجميع الصفقات بقدرة قادر فتمكن مؤخرا من استبدال سيارته بأخرى جديدة وفاخرة من نوع 4*4. كيف لا وجل إن لم نقل كل المشاريع لم يتم فيها احترام المواصفات، وخير دليل على ذلك ساقية اداوكماض التي لم يستعمل فيها الحديد حتى جاءت لجنة المراقبة الحقيقية من أعلى عليين [ الأمطار] فكشفت المستور وجرفت سيول واد سوس الساقية وبدا الإسمنت وحيدا ومفتتا. و قال أحد المطلعين : إن المبادرة في اداوكماض انتهكت حرمتها بالعشوائية والتسييس والتماطل .مضيفا: كيف تمت برمجة النقل المدرسي [ سنة 2008] ليتنقل التلاميذ الى أولوز ثم تمت برمجة نواة اعدادية باداوكماض [ سنة 2009] فلا حاجة للنقل اذا،ثم أن النقل يحتاج الى سائق وصيانة ومزيد من الكازوال، فإذا كانت سيارة الرئيس وحدها تحتاج الى 70000 درهم سنويا من الكازوال فاين ستقف الأصفار المتضخمة اذا ما اضيفت الحافلة؟ مع العلم أن مداخيل الجماعة تنحصر في الضريبة على القيمة المضافة. والطامة الكبرى أنه لا لأحد من هذين المشروعين خرج الى الوجود رغم أنهما من اختصاص وزارة التربية والتعليم. فهل يجوز أن نهب المبادرة لوزارة في ظل المخطط الإستعجالي الذي رصدت له الدولة الملايير للنهوض بالتعليم؟ يجب أن نعطي لكل ذي حق حقه وأن يلعب كل لاعب دوره. فمن المسؤول اذا عن مراقبة و افتحاص مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟ وهل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حساب مفتوح لجمعيات دون اخرى داخل نفس الجماعة؟ يتساءل أحد الفاعلين الجمعويين. ويضيف قائلا:نحن نطالب الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري للضرب على أيادي كل من يسيء للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية سواء باستغلالها سياسيا أو بعقد صفقات مشبوهة أو بتوجيهها التوجيه الخاطىء.