قال دبلوماسيون ان الغربيين يواجهون صعوبة في التوصل الى توافق في الاممالمتحدة حول فرض عقوبات جديدة قاسية على ايران ، لإجبارها على خفض طموحاتها النووية, وتوقعوا ان تستغرق هذه العملية اسابيع عدة. وتتحفظ روسيا والصين، تقليديا ، عن اجراء فرض عقوبات ، وتعبران باستمرار عن املهما في تغليب الوسائل الدبلوماسية مع طهران. وقال دبلوماسي لصحافيين ان «الغربيين (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والمانيا) يواصلون تلقي اشارات متناقضة من جانب الصينيين». واوضح دبلوماسي غربي ، طالبا عدم كشف هويته، انهم (الصينيون) «لا يستبعدون من جهة مناقشة اجراءات جديدة في مجلس الامن, لكننا لا نرى من جانبهم اي التزام فعلي وواضح في المفاوضات». وعبر الدبلوماسي عن امله في اجراء «مفاوضات جوهرية » في الايام المقبلة، في اطار الحوار بين الدول الست المكلفة بالملف الايراني (الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا), الا انه قال انه لم يحدد اي موعد لها. وشككت سفيرة اسرائيل في الاممالمتحدة، غابرييلا شاليف ، في احتمال ان يفرض مجلس الامن الدولي عقوبات قاسية على ايران, بسبب موقف الصين وروسيا. وقالت ان «فرص فرض عقوبات تشل (ايران) تبدو ضئيلة». واضافت شاليف ان «الصينيين والروس ما زالوا يأملون في ان تثمر الجهود الدبلوماسية. انهم لا يريدون الحاق الضرر بالشعب الايراني», موضحة بذلك سبب تحفظ موسكو وبكين اللتين تملكان حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن عن الموافقة على فرض سلسلة رابعة من العقوبات اقترحتها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون. ويتطلب تبني اي قرار في مجلس الامن موافقة تسعة من الاعضاء ال15 فيه ، وعدم استخدام حق النقض من قبل اي من الدول الخمس الدائمة العضوية في المجلس (الصين والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا). ويفضل الغربيون تبني قرار بالاجماع ليبرهنوا ان الاسرة الدولية متحدة في النزاع النووي مع ايران. وكما حدث في القرارات السابقة, يتوقع الغربيون ان يضطروا الى تعديل العقوبات لدفع الصين وروسيا وبعض اعضاء مجلس الامن الآخرين القلقين من الانعكاسات المحتملة لاجراءات قاسية على السكان الايرانيين, الى الموافقة عليها. وابدت دولتان ، هما البرازيل وتركيا ، علنا ، تحفظات عن فرض عقوبات جديدة على ايران. اما لبنان فيرجح الغربيون امتناعه عن التصويت ان لم يكن سيصوت ضد القرار. وخلال زيارة للبرازيل ، الاسبوع الماضي, واجهت وزيرة الخارجية الاميركية ، هيلاري كلينتون، رفضا من برازيليا عندما طلبت دعمها لفرض عقوبات على ايران, بينما حذر الرئيس، لولا دا سيلفا ، من محاولة «حشر ايران». من جهته, لمح رئيس الوزراء التركي ، رجب طيب اردوغان، الى ان انقرة يمكن ان تعارض اجراءات عقابية جديدة, مؤكدا ان عقوبات جديدة على ايران «لن تؤدي الى اي نتيجة». وتبنى مجلس الامن الدولي حتى الآن خمسة قرارات، بينها ثلاثة مرفقة بعقوبات لمطالبتها بتعليق نشاطاتها النووية الحساسة ، خصوصا تخصيب اليورانيوم. وتجاهلت طهران كل هذه القرارات. وتشتبه الاسرة الدولية بان ايران تسعى لامتلاك سلاح نووي, لكن طهران تنفي ذلك وتقول ان برنامجها النووي محض مدني.