.. بعد أن قام لاعبو الوداد وهم يهمون بالدخول لإجراء الحركات الإحمائية بنشر الورود على جماهيرهم بالمدرجات ردت عليهم هذه الجماهير قبل إنطلاق اللقاء بتجسيد (تيفو أول وثاني كلفا 45 ألف درهم الى جانب إطلاق 15 منطادا أحمر مضيئا دفعة واحدة مما أضفى أجواء إحتفالية داخل فضاء المركب بعد أن عرفت مدرجاته إقبالا جماهيريا فاق 35 ألف متفرج منها زهاء 2000 مشجع رباطي شكل حماسا متواصلا من بداية حتى نهاية هذه المقابلة التي قادها الحكم محمد يارا وكان فيها فريقا الوداد والجيش في مستوى أهميتها والإقبال الجماهيري الكبير على حضورها في وقت اتسمت فيه أطوارها بالحدة والصراع والمنافسة القوية مع تميز هو انفتاح اللعب بها وتوقع تسجيل الأهداف من هذا الفريق أو ذاك وقد لاحظنا رغبة اللاعبين في ذلك بشكل ملفت وتجلى ذلك مع إنطلاق اللعب واندفاع فريق الجيش للبحث الجاد عن هدف السبق لو أسعفه الحظ من خلال المرتدات الهجومية التي قام بها لأمكن لكل من الراقي ولمناصفي ووادوش ومديحي في الدقائق العشرين الأولى توقيع أكثر من هدف في وقت لم يتمكن فيه فريق الوداد من الدخول في المقابلة إلا أنه فطن لخطورة النهج العسكري فبادر الى تعزيز وسط الميدان واعتماد اللعب الهجومي المضاد الذي تمكن من خلاله المهاجم الودادي فوزي عبدالغني من تصيد ضربة جزاء في الدقيقة 34 بعد أن أسقطه اللاعب البصري سجلها المدافع السقاط محدثا بها تغييرا في مجرى المقابلة بالنسبة للفريق الودادي الذي كثف من حملاته الهجومية وضيع فيها مويتس في الدقيقة 41 هدفا في المتناول. وخلال الجولة الثانية حاول فريق الجيش العودة الى نفس النهج الذي طبقه في الجولة الأولى إلا أن محاولاته لم تعرف نفس القوة والحدة نظرا للجهد الذي بذله اللاعبون مما جعل فريق الوداد خلال هذه الجولة يتحكم في اللعب ويهيء حملات هجومية حقيقية البناء ضيع فيها آيت العريف في الدقيقة 83 هدفا محققا بعد مراوغته كل الدفاع والحارس. كما أن عبدالغني فوزي بدوره ضيع في الدقيقة 90 هدفا سهلا أمام مرمى الحارس الشادلي في حين ظلت محاولات لاعبي الجيش كرد فعل على التحركات الودادية تنقصها الفعالية والتركيز واللمسة الأخيرة، إلا أن ظهور الفريق العسكري وبإجماع الحاضرين كان أكثر من مقنع مقارنة لما كان عليه مستواه في الأسابيع الماضية. ورغم هزيمته فقد كان مقارعا للوداد بشكل كبير بل خطيرا على الوداديين وخاصة في الجولة الأولى التي كان فيها قويا ومنظما. عن المقابلة وفي الندوة الصحفية التي أعقبتها قال مدرب الوداد بادو الزاكي بأنه كان يتوقع قوة المقابلة مبرزا أن فريقه عانى في الدقائق العشر الأولى التي كاد يتلقى فيها أهدافا مبكرة، بكل تعامله مع مجريات اللعب بعد ذلك وإحكام مرتداته مكنته من الحصول على ضربة الجزاء التي أعادت التوازن لتكون السيطرة في الجولة الثانية التي أهدرت فيها فرص حقيقية للتسجيل وما يجب تأكيده أن فريق الجيش أعاد لنا بهذا الظهور ذلك الفريق القوي الذي نعرفه. أما مدرب الجيش العامري فقال من جهته بأن بداية المقابلة كانت لصالح فريقه ولو كانت الكرة منصفة لسجل لاعبوه ما لايقل عن ثلاثة أهداف لكن فقدان الثقة كان وراء إهدارها، كما أن ضربة الجزاء المشكوك في أمر صحتها زادت من منح الإرتياح لفريق الوداد الذي تحول من فريق يعاني ضغطا الى فريق يسيطر على مجريات اللعب وفي الجولة الثانية واجهنا بنفس نهجنا التكتيكي وسايرنا اللعب حتى النهاية،وعموما فالمقابلة ممتعة وجميلة وكان التسجيل فيها واردا في أي وقت من هذا الفريق أو ذاك. للإشارة بعد نهاية المقابلة دب الفرح والهتاف بين الجماهير الودادية بشكل كبير وملفت إحتفالاً بالفوز الذي رغم صغر حصته فهو جد هام.