بإعلان الحكم عبد الله بوليفة من عصبة الشمال عن نهاية اللقاء الأخير من البطولة الذي جمع عشية الأحد بمركب محمد الخامس الرجاء البيضاوي بحسنية أكادير تكون صافرته قد أكدت رسمياً فوز الرجاء بلقب البطولة وهو التاسع لها، هذا التتويج الذي عرف حضورا جماهيريا رجاوياً ناهز 50 ألف متفرج حولت فضاء المركب إلى أجواء إحتفالية بما رددته من شعارات وهتافات وما رفعته من أعلام خضراء وبيضاء متوجه «التيفو» الجميل قبل ظهور الفريقين على أرضية الملعب والذي كلف إنجازه (20 ألف درهم) في وقت اختفت فيه مظاهر الغناء وحضور النجوم والمجموعات التي كان مبرمجا لها من قبل وقرر المكتب حذفها تكريما لروح المسير الرياضي الكبير عبد الرزاق مكوار الذي قرأ الجميع الفاتحة ترحماً على روحه، ليعرف هذا اللقاء بعد نهايته اعتلاء لاعبي الفريق الرجاوي البطل منصة التتويج ورفع درع البطولة الذي يساوي جائزة مالية قوامها 150 مليون من السنتيمات كما أن كل اللاعبين وأطقم الفريق سلمت لهم ميدليات الفوز باللقب ليطوف الجميع على الملعب تحت تصفيقات وهتاف الجماهير التي كانت في قمة نشاطها وابتهاجها بهذا الإنجاز الكبير بحضور كل الفعاليات الرجاوية من مسيرين قدامى ولاعبين سابقين ودوليين وجماهير من مختلف الأعمار وحضور ملفت لمناصرات رجاويات والكل يرتدي أقمصة خضراء وبيضاء يتوسطها النسر البطل. في 46 ثانية..!! كانت هذه المدة الزمنية هي السمات الأولى لهذه المقابلة وقد تمكن المهاجم الرجاوي متولي من تسجيل الهدف الأول لفريقه مباشرة بعد البداية واحتكار الرجاويين لكرة دون لمسها من الأكاديريين إلا وهي داخل شباك الحارس فهد الأحمدي... لكن رغم هذا السبق ففريق الحسنية قام بمحاولات جادة بواسطة السملالي بحثا عن الممرات المؤدية لشباك الرجاء، إلا أن هذا الاندفاع قوبل بمرتدات سريعة وخطيرة من المهاجمين الرجاويين وخاصة منهم أرمومن الذي أهدر ما لا يقل عن عن ثلاث فرص لم يحكم التصويب فيها بضرباته الرأسية وكذلك الشأن لكل من اللاعبين انغوم والسليماني يفعل يقظة الحارس الأكاديري لينتهي هذا الشوط بنتيجة (1/0). من التعادل إلى الفوز ٭ في الوقت الذي بادرت فيه عناصر فريق الحسنية مع بداية الجولة الثانية من هذه المقابلة إلى الهجوم والمباغتة لدفاع الرجاء وهو ما مكنها من تسجيل هدف مبكر في الدقيقة 52 من توقيع اللاعب عبد الحفيظ عادل به النتيجة. لم يستسلم فريق الرجاء الذي كان مدفوعا من جماهيره العريضة المتحمسة لتفادي اقتسام النقاط في هذه المواجهة الأخيرة من البطولة ليعود وبقوة للضغط والهجوم المنظم والمنسق سيتمكن في الدقيقة 74 من توقيع هدف الفوز بقذيفة من رجل اللاعب انغوم خدعت الحارس الأحمدي وكانت عبارة عن تمريرة قذفة ليحافظ الرجاويون على النتيجة حتى نهاية اللقاء معلنين بها تحقيقهم الفوز 17 لهم في بطولة هذا الموسم وحصولهم على 10 تعادلات وتلقيهم 3 هزائم ليصل مجموع نقطهم إلى 61 نقطة واحتلالهم الصف الأول بفارق محترم عن مطارديهم وبالتالي الظفر بلقب الموسم الذي ودعناه والتفكير من الآن في ما ينتظرهم من استحقاقات قاربة على صعيد كأس عصبة الأبطال الأفارقة في السنة القادمة. ما بعد اللقاء لم تقتصر فرحة الجماهير الرجاوية بعد نهاية المقابلة وحمل درع البطولة على فضاء المركب بل امتدت خارجه إلى حشود بشرية تجوب الشوارع المؤدية لمركز المدينة ومعقل الفريق درب السلطان الذي تحول إلى تجمعات والكل بها يهتف باسم الرجاء وعلى الأقمصة التي يرتديها الجميع عبارة «رجاوي وبخير». مبروك للرجاء بهذا الإنجاز المستحق ويحق للنسر الأخضر أن يحلق مزهواً مفتخرا بما حققه الشياطين الخضر . لقطة المقابلة: «التيفو» كلف 20 ألف درهم لم يفوت الجمهور الرجاوي المناسبة دون الاحتفال بفريقه المتوج بطريقته الخاصة وبشكل خاص جدا «جمهور المكانة» المعروف بجمهور الحكماء بإحكام تجسيد «تيفو» متميز أبهر كل الحاضرين عبارة عن شطرين بالأخضر والأحمر ووسطه العلم البرتغالي وكتب عليه أسماء المدربين البرتغاليين الثلاثة الذين فازت معهم الرجاء وهم على التوالي كابريطا موسم 1988 وكارسي ميرو موسم 2004 ثم روماو موسم 2009. وهذا التيفو كان له وقع كبير على احساس المدرب روماو خلال الندوة الصحفية التي عبر فيها عن تأثره بهذا الإنجاز الرائع الذي هز مشاعره بتجسيد علم بلاده بهذه الطريقة الرائعة. في الندوة الصحفية بعد اللقاء مدرب الرجاء (روماو): الفريق الذي يفوز باللقب لابد أن يكون مقتدرا عبر مدرب الرجاء البيضاوي خوصي روماو عن سعادته الكبيرة باتتويج فريقه باللقب بعد موسم شاق وصعب.. وقال روماو في الندوة الصحافية التي أعقبت المباراة: «هذا فرح عظيم بهذا اللقب بعد موسم شاق وقوي أشكر اللاعبين على ما قاموا به من مجهود منذ بداية الموسم حتى الآن. كما أشكر هذا الجمهور الرجاوي العظيم الذي استحق هذا اللقب وأنا سعيد بهذا الإنجاز الكبير الذي هو الثاني بالنسبة لي بالمغرب، وأعتز كثيرا بفريقي الرجاء لأنه فريق عرف كيف يتحمل ويقدر المسؤولية ويعمل باستمرار من أجل هدف رسمناه والفوز باللقب لا يأتي من فراغ فالفريق الذي يريد أن يفوز بالتتويج عليه أن يكون مقتدرا... لقد تأثرت كثيرا لما قام به الجمهور من خلال «التيفو» الجميل الذي زين به هذا الحفل وهو بذلك عبر عن عظمته وحبه الكبير لفريقه.. أما بخصوص اللقاء فقد لعبنا بنفس مستوى اللقاءات السابقة والفوز فيه كان مستحقا.. وعن مستقبله مع الرجاء قال «روماو» انه سيرتاح لمدة أسبوع مع أسرته وبعد ذلك سيفكر في الأمر. مدرب الحسنية (مولدوفان): بطولة هذا الموسم كانت قوية ومشوقة من جانبه أكد مدرب حسنية أكادير مولدوفان أن بطولة هذا الموسم كانت قوية ومشوقة وقال في الندوة الصحافية: « هذا حفل كبير مليء بالرجاويين وجمهورهم الجميل الذي يستحق هذا التتويج لفريقه الكبير الرجاء الذي عمل واجتهد وحصد نتائج جيدة للوصول إليه في بطولة كانت قوية ومشوقة لم يحسم فيها إلا قبل دورة واحدة. أما بالنسبة للمقابلة فكانت جيدة واطوارها مفتوحة والرجاويون استغلوا الفرص المتاحة لهم والفوز كان مستحقا لهم. وحول بقائي أو عدمه مع الحسنية بعد أسبوع سوف اتخد القرار».