على الرغم من السعادة التي غمرت الوداديين بعد أن ضمن الفريق التأهل للمباراة النهائية لدوري أبطال العرب في نسخته الخامسة، فإن آلاف المشجعين المنتمين لفصيل «الوينرز» عاشوا ليلة امتزج فيه الفرح بالكآبة، بعد أن صادرت السلطات الأمنية بمركب محمد الخامس البرنامج الاحتفالي للمتفرجين، وسحبت الشعارات التي تم إحضارها للمركب قصد رفعها قبيل انطلاقة المباراة. فوجئت اللجنة المنظمة التابعة لما يعرف بالوينرز بقرار صادر عن رجال الأمن بقضي بمنع دخول اللافتة العملاقة التي تحمل في طياتها دواعي احتفال الأسرة الودادية بمرور 60 سنة على أول إنجاز حققه الوداد البيضاوي، وتؤرخ في نفس الوقت لحقبة زمنية تألق فيها الثالوث الودادي الساحر المكون من الشتوكي وعبد السلام وإدريس، بل إن المنع طال أيضا بورتريهات للاعبين الثلاثة رسمت من طرف بعض الوداديين من باب الاعتراف لرجالات الوداد بأفضالهم على النادي، وأمام هذا المنع حاول بعض المنظمين التدخل من أجل تذويب الخلاف بين الطرفين قبل أن تتطور الأمور، حيث تم نقل بعض مسؤولي «الوينرز» إلى الدائرة الأمنية رقم 13 من أجل استفسارهم حول السجال الذي دار بينهم وبين القوات الأمنية، قبل أن يتم إطلاق سراحهم دقائق قبل انطلاقة المباراة دون أن يتم الإفراج عن «التيفو» المصادر. وأكد أحد مسؤولي «الوينرز» بأن المنع غير مبرر لأن الجمهور كان يهم بتخصيص وصلة احتفالية يراد منها تكريم رموز الفريق، خاصة الثالوث المبهر الذي عبر عن وطنيته في الجزائر حين رفض دخول المباراة قبل رفع العلم المغربي في الملعب، وأمام إصرارهم استجاب الفرنسيون للمطلب، بل إن اللاعب الشتوكي فاجأ دوغول حين التمس منه منح المغرب الاستقلال حين سأله رئيس الجمهورية عن رغباته أثناء مصافحة الرئيس للاعبين. أجهض حلم التكريم المعنوي لرموز الوداد وانتهى المطاف بالتيفو الذي أنفق عليه الجمهور ملايين السنتيمات بعد حملة اكتتاب واسعة في صفوف محبي النادي، مما أشعل فتيل الغضب في المدرجات الخلفية قبيل انطلاقة المباراة، حيث واجه الجمهور القوات الأمنية بعبارات تحمل احتجاجا وغضبا من مصادرة «التيفو»، ولولا الألطاف الربانية لحصلت مشاداة بين الجماهير التي حرمت من الاحتفال وبين رجال الأمن الذين تراجعوا في آخر المطاف عن قرارهم، وطالبوا من المسؤولين رفع «التيفو» لكن خمسة دقائق التي كانت تفصل عن موعد انطلاقة المباراة لا تكفي لتهييء العرس ونصب الشعارات. وعبر مجموعة من الشباب عن غضبهم لوقوف المسيرين الوداديين موقف المتفرج أمام النازلة، ولم يكلفوا نفسهم عناء التدخل لإضفاء طابع احتفالي على المباراة، بل إن عدد الشهب النارية التي تساقطت على الملعب أكدت حجم الغضب الساطع في المدرجات. وعلى غير العادة سجل لأول مرة تفاعل بين اللاعبين والمدرجات الخلفية، حيث أصر لاعبو الوداد على مبادلة الجماهير بالتحية بعد انتهاء المباراة، بعد أن كانوا يتوجهون بسرعة نحو المستودعات بمجرد إطلان الحكم صافرة النهاية.