يمكن تصنيف لقاء فريقي الوداد البيضاوي وأولمبيك خريبكة الذي جرى مساء يوم الجمعة المنصرم وبدون مبالغة من أقوى اللقاءات القوية والمثيرة التي جرت بمركب محمد الخامس وذلك لما اتسم به من صراع بين الوداديين والخريبكيين جعل مايناهز 20 ألف متفرج الذين حضروا في حالة ترقب متواصل منذ البداية حتى النهاية لمن سيكون صاحب الفضل في النتيجة، بعد أن شاهدنا نهجين تكتيكيين متباينين مع وداد تحاول بناء العمليات الهجومية لاختراق صلابة جداري الدفاع الخريبكي الوسط والوراء وفريق خريبكي قوي الدفاع والوسط ولاعبوه يتميزون بسرعة خارقة في خلق مرتدات هجومية خطرية كادت تمنحهم سبق التسجيل في الجولة الأولى بعد فرصتين متاحتين للتسجيل من رجل اللاعب وسام بركة الذي صدت عارضة الحارس لمياغري قذيفته في الدقيقة 21 ثم إفلاته لهدف محقق في الدقيقة 35 بعد انفراده بالحارس الودادي والمرمى الفارغ إلا أن لمياغري تفوق من خلال ارتماءة إنتحارية حولت القذيفة الى ركنية، غير أن هذا التحرك الخريبكي الملفت لم يستغل أمام التحركات الودادية التي كانت ترد على كل مرتد خريبكي بمبادرة لكل من أجدو ولبهيج ومكوكو إلا أن هذه المحاولات كانت تنقصها الدقة في التصويب نحو المرمى كما أن تدخلات الحارس محمدين كانت فاصلة في أغلبها ومن ضمنها محاولتان خطيرتان للمهاجم موتيس في الدقيقتين 43 و44 قبل نهاية الشوط الأول ا لذي عرف نتيجة البياض. وفي الوقت الذي كبر فيه التساؤل مع بداية الجولة الثانية عمن سيصل إلى شباك الآخر قام مدرب الوداد بتغييرات أدخل خلالها آيت العريف وفوزي عبد الغني ولمسن، مما كان له تأثير على توازن خطوط الفريق ليشرع اللاعبون الوداديون في حبك عملياتهم داخل منطقة الخريبكيين الذين تخلوا عن أسلوبهم في الجولة الأولى بالتراجع نسبياً للوراء مما فطن له الوداديون، لفرض الضغط الكاسح الذي منحهم هدف الفوز والوحيد في المقابلة من توقيع لاعب الوسط لبهيج في الدقيقة 81 بعد عمل ثلاثي صنعه كل من سكومة وفوزي عبد الغني ثم المسجل لبهيج. ورغم عودة الخريبكيين للاندفاع بالهجوم من أجل تدارك الموقف ولو بالحصول على نتيجة التعادل إلا أن نهاية اللقاء كانت اقتربت من ذلك لتنتهي هذه المواجهة الممتعة بانتصار لفريق الوداد ومغادرة المدرب لمريني للملعب بمجرد تصفيرة الحكم وعدم حضور الندوة الصحفية التي عقدت بعد المقابلة، والتي قال فيها مدرب الوداد بادو الزاكي بأن فريقه كان مرغما على تحقيق نتيجة الفوز لمحو الصورة التي انهزم على إثرها بالخميسات، ولذلك فالإعداد طيلة الأسبوع كان مركزا على هذا الجانب وهو ما انعكس على أرضية الملعب وترجم بالحماس والقتالية والعزيمة التي اتسم بها اللاعبون الذين لم يتوقفوا من خلال البحث المتواصل عن نتيجة الفوز حتى تمكنوا في إدراكها أمام فريق خريبكي قوي شكل خطورة كبيرة علينا في الجولة الأولى لولا اليقظة الكبيرة للحارس لمياغري. للإشارة فالمدرب الزاكي أكد للصحفيين أن غيابه كان نتيجة مرض، كما أوضح أن ما يهمه الآن هو التهيء لخصومه كل أسبوع دون الإشارة لمنافسيه في المقدمة، وحول سؤال يتعلق بمطالبة الكثير بعودته للفريق الوطني أوضح أنه دائما جد مستعد للواجب الوطني وأن لاجواب له بقدر ماهو عند الجامعة بحي أكدال بالرباط. للإشارة فقد انفرد الفريق البيضاوي بالصدارة بمجموع 40 نقطة في انتظار ما سيؤول إليه اللقاء المؤجل بين فريقي الدفاع الحسني الجديدي والنادي القنيطري. أما فريق أولمبيك خريبكة الذي مني بالهزيمة السابعة في الموسم مقابل ستة انتصارات فظل في المركز العاشر بمجموع 25 نقطة .