في الوقت الذي مازالت فيه الجهات المسؤولة منهمكة في تنفيذ التدابيرالمتعلقة بمعالجة مخلفات فيضانات يناير الماضي ، يشهد الغرب من جديد فيضانات أخرى منذ بداية الأسبوع الماضي إثرالأمطار الغزيرة التي تساقطت في حوض سبو وعاليته و درجة الإشباع المائي التي عرفها منذ دجنبر الماضي.. ونتيجة لذلك ارتفعت حمولة أنهار سهل الغرب واد سبو وروافده خصوصا ورغة، إناون ،بهت والردم وغيره مخلفة فيضانات بدأت بجماعات اقليمسيدي قاسم الحوافات الخنيشات الصفصاف اولاد حسين ، ثم شملت دائرة سيدي سليمان منذ أول أمس السبت بعد ان خرج واد بهت الذي يخترقها من الوسط من سريره فغمرت مياهه جماعة أولاد الغازي ،و6 دواوير من جماعة الصفافعة، 12 دوار من جماعة أولاد احسين ،ودواوير رزاكلة ، بورنجة ، الشويردة ،وفي نفس اليوم عادت الفيضانات الى مدينة سيدي يحيى ، بعد ان فاض نهر الحيمر مغرقا أحياءها ومرافقها في السيول،واجتاحت المياه أجزاء من جماعة المكرن التي أصبحت محاصرة بعد ان انقطعت الطريق الوطنية بين علال التازي والقنيطرة ..وتتوقع الجهات المسؤولة وضعا أسوء في هذه الأخيرة التي يستعد فيها المواطنون لمواجهة كارثة طبيعية جديدة . ولخطورة الوضعية أعلنت السلطات حالة طوارئ برفع مستوى التعبئة وتنسيق الجهود بين مختلف المصالح المعنية بتدبير الكوارث من وقاية مدنية ودرك وقوات مساعدة والجيش وإدارات حكومية للتدخل من أجل مساعدة المنكوبين، وهكذا أنشأت أربعة مراكز لتدبير الأزمة في المكرن و إثنين بسيدي سليمان لتنظيم عمليات الإغاثة في الوقت المناسب وإجلاء السكان وتوفير متطلباتهم ، وفتحت السلطات مراكز الإيواء السابقة.. على مستوى اقليمالقنيطرة فتحت ثلاثة بالمنزه طريق سيدي يحيى ،وواحد بسيدي علال التازي ،وتستعد لفتح مراكز أخرى بالمنزه نفسه وبجماعة أولاد سلامة التي يجري تجهيزها بالوسائل والإمكانيات لإستقبال المنكوبين الذين بدأوا يفدون على مراكز الإيواء منذ الجمعة الأخير، وقد تم إيواء المنكوبين من دواوير المكرن تعاونية الخير ،أولاد موسى ، اولاد عامر ، المحاجبة .. ورجحت الجهات المسؤولة ان تكون أعداد المنكوبين التي يتوقع استقبالها مثل الأعداد التي تم تسجيلها في فيضانات يناير الماضي .. لكن السلطات وجدت صعوبة في اقناع البعض من المهددين بالسيول في دائرة سيدي سليمان بمغادرة مساكنهم وبرر هؤلاء موقفهم بكونهم تعرضوا في فيضانات الموسم السالف الى السرقة والنهب ..وحسب مسؤولين في مصلحة المياه فان خطورة الفيضانات في دائرة سيدي سليمان لن تكون بنفس حدة السنة الماضية بعد الأشغال التي جرت في شهر دجنبرالمنصرم والتي همت بناء الحواجز وتنقية قنوات صرف المياه ،لكن الأضرار ستكون أكبر في جماعة المكرن التي يلتقي فيها نهر سبو مع نهر بهت وتتجمع فيها جل مياه حوض سبو .. هذا في وقت ما زالت فيه سدود الحوض تلقي بالفائض من مخزونها بعد ان بلغت درجة قصوى في التخزين ، سد الكنزرة بلغت نسبة الملأ به 110 في المائة ويفرغ ما بين 250 و300 مترمكعب في الثانية، سد ادريس الأول امتلأ بالمياه وسد علال الفاسي كذلك ،أما سد الوحدة فقد تجاوزت حقينته مائة في المائة، وبلغ صبيب المياه المفرغة منه 3000 متر مكعب في الثانية، وهي كمية لم يسبق ان سجلت من قبل .وبطبيعة الحال فان هذه الفيضانات زادت في تردي الوضع بالغرب فبالإضافة الى انقطاع الطرق في عدد من الجماعات وتضررها من السيول ، فقد تعرضت البيوت ومحتوياتها وأغراض الناس الى الضياع والإتلاف ،كما تضررت الأراضي الزراعية وكذلك الماشية ..وكافح المواطنون آفة السيول باستعمال آلات الضخ لتفريغ أراضيهم من المياه وكذلك الأكياس لمنع تسرب المياه ،ويعلق المنكوبون أملهم على تضامن وتآزرالأقارب والأسر، وتدخلات الجهات المسؤولة التي هي أيضا بدورها تامل ان يتحسن الطقس حتى تتمكن من معالجة الأزمة وتخفيف آثارها التي لن تكون سهلة على سكان الغرب خصوصا فلاحيه الذين عانوا من الفياضانات لسنتين على التوالي.....