عشاق الممثل الأمريكي المشهور «جورج كلوني» يلتقون معه بوسامته وابتساماته وأناقته في فيلمه السينمائي الجديد « IN THE AIR» (110 دقيقة) الذي يعرض حاليا ببعض القاعات السينمائية ببلادنا، وهو من إنجاز المخرج جاسون رايتمان الذي يتبنى في أفلامه موقفا محافظا وواضحا من بعض القضايا الاجتماعية والإنسانية، وهي قضايا لا تخص المجتمع الأمريكي وحده، بل تهم كل المجتمعات في مختلف أنحاء العالم. فقد سبق لهذا المخرج في فيلمه «جينو» (2008) أن تناول موضوع الإجهاض بطريقة ضمنية، لأجل تجنبه وإيجاد حل آخر يحول دون التخلص من الجنين بهذه الوسيلة، ويتطرق في فيلمه الجديد المأخوذ عن إحدى الروايات إلى موضوع اجتماعي آخر، يتعلق بالزواج والعزوبية وهو موضوع متناول بطريقة تحث على تجنب الوحدانية وتشجع بشكل واضح ومباشر على الحب والعلاقة الزوجية. النصف الأول من الفيلم يتوسع بخلفية انتقادية في نوعية العمل الذي يقوم به السيد «رايان» (جورج كلوني) والمتمثل في مقابلة مستخدمي الشركات بهدف إخبارهم وإقناعهم بقرار إعفائهم من مناصبهم بكيفية مفاجئة وصادمة، وهي مهمة صعبة اجتماعيا وإنسانيا تنتج عنها ردود فعل مختلفة من طرف المستخدمين المسرحيين والتي تتنوع بين القلق والغضب والاحتجاج والبكاء والانتحار. السيد «رايان» أعزب وسعيد ومفتخر بعزوبيته وحريته، ويقوم بعمله بحماس ونشاط طيلة السنة وفي مختلف أنحاء العالم، وهو أمر يجعله يقضي كل أوقاته في السفر بالطائرة، والانتقال دون توقف من مطار إلى آخر ومن فندق إلى آخر. النصف الثاني من هذا الفيلم يتم فيه التطرق إلى صلب الموضوع المتعلق بالعزوبية والزواج، وجاء ذلك بعد تعرف «رايان» خلال أسفاره على السيدة «أليكس» وبعد مرافقته لزميلته الشابة «ناتالي»، وجعلته معاشرته لهما يتأمل بعمق في وضعيته، ويعيد النظر في قناعاته المرتبطة بالعزوبية والوحدانية ورفضه للزواج والمسؤوليات والالتزامات التي يتطلبها، إلى أن أصبح هو الذي يحث عشيق شقيقته على الزواج بها. الموضوع اجتماعي وكلاسيكي ومستهلك بنوعه، ولكنه متناول بطريقة عصرية تجمع بين الطرافة الخفيفة والانتقاد الضمني. القصة بسيطة بمضمونها وطريقة حكيها سينمائيا، إذ تتوالى وقائعها وفق سرد خطي بإيقاع بطيء يطغي فيه الكلام على الأحداث بشكل ممل خصوصا في نصفها الأول، ويصح القول إنه بالرغم من كون (جورج كلوني) لا يختلف في أدائه عن ما قام به في أغلب أفلامه السابقة، فإن حضوره في هذا الفيلم هو الذي أعطاه بعض الحرارة ولولاه لكان أقل إثارة للفضول و الانتباه. الممثل (جورج كلوني) الذي يقومببطولة هذا الفيلم هو الذي أعطاه بحضوره بعض الحرارة، ولولاه لكان عاديا وغير مغر بالمشاهدة. المثير للانتباه في هذا الفيلم ليس هو الكيفية التي تتطور بها القصة، بل الكيفية التدريجية والمقنعة التي تتطور بها شخصية (جورج كلوني) ليصبح في النهاية في وضعية أقل عناد وأكثر تفكير في مستقبله، وهي وضعية مختلفة تماما عن الوضعية التي كان عليها في البداية.