قال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيلبان إن الثقافة تثير فينا روح المشاطرة والتبادل، وتفترض روح العيش المشترك داخل أمة ومجموعة واحدة...إن ما يعطي معنى للحياة هو الثقافة. وأضاف دوفيلبان، الذي ألقى محاضرة افتتاحية للدورة (16) للمعرض الدولي للنشر والكتاب في موضوع «الثقافة من أجل الحياة في عالم اليوم»، إن الثقافة وخاصة الشعر ضرورية في زمن التدهور، لأنها تصبح مقاومة في مواجهة الحتمية والخوف. وأوضح صاحب كتاب (الشاهد الأخير) أن الثقافة هي الوسيلة المثلى للحصول على فضاء خاص وامتلاك الطبيعة وتغيير الحياة والإنسان أيضا. وأشار رئيس الوزراء الأسبق إلى أن القدرة على طرح الأسئلة والرغبة في التعلم واكتشاف المجهول هي التي تخلق الفعل الثقافي، موضحا أن هذا الفعل لا يتأتى بقراءة ألف كتاب ومشاهدة ألف فيلم أو ألف لوحة تشكيلية ولكن بالتأمل فيها والإنصات إليها. واعتبر أنه في عالم اليوم، الذي يعرف أزمات متعددة، تصبح الثقافة ملحة، مبرزا أننا لا نستطيع تجاوز دورات الانتاج والاحتكار والاستهلاك المفرطة والرغبة المادية التي تعتبر عناصر في فخ التحديث هذا. وأكد دوفيلبان، الذي قوطعت محاضرته بتصفيقات حارة من الجمهور الغفير الذي غصت به القاعة، أنه ينبغي أن نعمل ونتحرر ونختار لأننا نتوفر على ألف حياة ممكنة. والثقافة والشعر، اللذان يعتبران في رأيه بمثابة عملية التنفس، يكشفان عن القدرة على الخلق في مقابل كل حتمية، مشيرا إلى أن كل إنسان يحصر نفسه في إطار اليقينيات ينغلق في سجن من الأفكار.. وخلال هذا اللقاء، الذي نظم بحضور وزير الثقافة و الروائي المبدع بنسالم حميش، تطرق دوفيلبان إلى أحادية الثقافة وهيمنة القوى الكبرى، داعيا إلى تسهيل عملية الولوج إلى الثقافة والبحث والإنتاج الإبداعي. يشار إلى أن دومينيك دوفيلبان، المزداد بالرباط عام 1953، هو رجل سياسة وديبلوماسي وكاتب وقد شغل منصب الأمين العام للإليزي ووزير للداخلية ثم للشؤون الخارجية، ومن ضمن مؤلفاته العديدة «مدينة الرجال» (دار نشر بلون 2009) وكان قد ألقى في 14 فبراير 2003 خطابا تاريخيا ضد الحرب على العراق أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. يذكر بأن الدورة (16) للمعرض الدولي للنشر والكتاب تنظم بالدار البيضاء ما بين 12 و21 فبراير الجاري تحت شعار « (العلم بالقراءة أعز ما يطلب ) وذلك تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.