استأثر ميناء سبتة السليبة في توزيع النقل البحري حسب الموانئ برسم عملية العبور سنة 2008 بحصة مهمة، حيث سجل الى حدود يوم الأحد الماضي عودة 314 الف و 853 مهاجر مغربي الى بلدان الاستقبال، بعد ان عبروا المركز الحدودي باب سبتة عقب قضاء عطلتهم السنوية في أحضان بلدهم بين أهليهم وذويهم. وذكرت مصادر أمنية مسؤولة بعين المكان أن هذا العدد يفوق نظيره المسجل خلال السنة الماضية بنسبة 22 في المائة، حيث عبر المركز الحدودي آنداك في الفترة ذاتها 256 الف و 521 مواطن مغربي مهاجر. وأوضح نفس المصدر أن هذا الزيادة همت أيضا عدد السيارات، إذ سجلت مغادرة 66 الفا و 925 مقابل 57 ألف و 594 سيارة الصيف الماضي. وأعلنت إدارة ميناء سبتةالمحتلة أن سبب ارتفاع عدد العائدين عبر الثغر المحتل يعود الى الخطوط البحرية الجديدة التي تم فتحها هذه السنة في اتجاه ميناء الجزيرة الخضراء. وذكرت مصالح المديرية العامة للوقاية المدنية الإسبانية ان عدد السيارات التي غادرت ميناء سبتة في اتجاه موانئ الجزيرة الخضراء وطريفة والكانطي وألمريا ومالقة منذ الانطلاقة الرسمية لعملية العبور لهذه السنة يوم 15 يونيو سجلت رقما قياسيا على مستوى العبور، حيث عرفت مرور حوالي 3 مليون مغربي مقيم بديار المهجر وأكثر من 800 الف سبارة أي بزيادة بنسبة 20 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. وحسب مصادر مسؤولة من ميناء سبتةالمحتلة، فإن الميناء احتل المرتبة الثانية من حركة عبور المغاربة المقيمين بالخارج بعد ميناء طنجة يليه ميناء الناظور فميناء الحسيمة. أما على مستوى ميناء الجزيرة الخضراء، فقد جند الجانب الاسباني لإنجاح عملية عبور 2008، 13 الف من عناصر الأمن والحرس المدني و 34 طبيبا وممرضا و 418 من عناصر الصليب الأحمر الإسباني و 146 مرشدا اجتماعيا ووضع 6 مراكز للتنسيق في عملية تنظيم حركة العبور ، خصوصا عند اشتداد الضغط على معابر ميناء الخزيرات وبالرغم من التدابير المختلفة لتسهيل عملية العبور فإن المهاجرين المغاربة لايزالون يعانون من مشاكل السلامة وتأخر مواقيت البواخر خصوصا بميناء الجزيرة الخضراء والسطو على ممتلكاتهم وأمتعتهم حيث سجلت في هذا الصدد أزيد من 300 حالة سرقة فوق التراب الإسباني. كما تم تسجيل عدة ملاحظات خلال عملية العبور لهذه السنة من بينها على الخصوص عدم احترام بعض شركات النقل البحري لالتزاماتها ولمواقيت الإبحار، وانعدام النظافة والمراقبة الصحية ببعض البواخر. كما سجل التقييم استمرار عمليات السطو والسرقة خاصة بمدن الجزيرة الخضراء وبرشلونة وألميريا. وفي نفس السياق وخلال مرحلة العودة بميناء الجزيرة الخضراء سجلت بعض حالات التخلي عن المسافرين خاصة النساء والأطفال والعجزة. وذلك بسبب عدم احترام أرباب شركات النقل الطرقي الدولي للمعايير والشروط المعمول بها، أو حجز بعض الحافلات بسبب تهريب المخدرات أو المهاجرين السريين. فضلاً عن بعض حالات التأخير في الأيام الاستثنائية للعودة تقارب الأربع ساعات على جانب رصيف ميناء الجزيرة الخضراء نتيجة لكثرة العربات والعدد المحدود للممرات المخصصة لتسجيل العربات في ميناء الخزيرات. ولقد تم هذه السنة تعزيز الأسطول البحري والرفع من السيولة اللازمة حيث تم وضع 27 باخرة من الحجم الكبير والسريع رهن إشارة المهاجرين العائدين وبحمولة يومية تقدر ب 5ر64 ألف مسافر و 16 ألف سيارة. وعلى صعيد آخر تم اتخاذ تدابير أخرى على مستوى النقل الجوي، في إطار سياسة السماء المفتوحة التي ينهجها المغرب مع دول الاتحاد الأوروبي، مما سمح بوجود منافسة بين مختلف شركات الملاحة الجوية التي سجلت تقدماً ملموساً. ولوحظ هذه السنة ارتفاع عدد الموارد البشرية لتعزيز السلامة المتعلقة بالمهاجرين. كما تم إعداد مراكز جديدة للاستقبال بأهم المعابر الطرقية بالخارج والداخل وتجهيزها بكل العناصر والآليات، إضافة إلى عدد من التدابير الهادفة إلى تسهيل الولوج والخروج من وإلى المغرب براً وبحراً وجواً. تبقى الإشارة في الختام إلى أن يومية (إيل بويبلو دي صيوطا) التي تصدر من سبتة السليبة أفادت مؤخراً بأن المجلس الأعلى للجالية المغربية بالخارج ونادي المستثمرين المغاربة يعتزمان فتح مكتب دائم لهما في مدينة سبتةالمحتلة خلال الشهر الجاري. وستكون مهمته تحسين عبور وإقامة الجالية المغربية في الثغر.