محمد طارق حيون اضطرت السلطات الإسبانية إلى إقفال ميناء طريفة في وجه المهاجرين المغاربة الذين يتوفرون على السيارة، ويودون العودة إلى المغرب عبر هذا المرفأ الإسباني الجنوبي. بعد الضغط الكبير الذي عرفته هذه المدينة الصغيرة خلال الأسبوع الأخير من شهر يوليوز. وجاء في بلاغ لمصالح الوقاية المدنية الإسبانية (الجهة المكلفة بعملية العبور) صدر مؤخراً أن اختناق حركة السير والجولان بالمدينة وضعف البنية التحتية أرغم السلطات المحلية على طلب توقيف عملية العبور مؤقتا إلى حين تراجع تدفق المهاجرين. ويعد ميناء طريفة متنفساً حقيقياً لنظيره بالجزيرة الخضراء. ومقصداً لمجموعة من عمالنا وجاليتنا بإسبانيا، وحسب أرقام رسمية إسبانية فإن حوالي 400 ألف مسافر عبروا حتى الآن نحو الضفة الجنوبية انطلاقاً من موانئ الجزيرة الخضراء وطريفة وألمريا وأليكانطي نحو موانئ طنجة وسبتة والحسيمة. ويستحوذ ميناء الجزيرة الخضراء على أكبر نسبة من العابرين، حيث عبر منه أزيد من 200 ألف مسافر حتى حدود منتصف شهر يوليوز. وفي المرتبة الثانية يأتي ميناء ألمرية بأزيد من 100 ألف، ثم ميناء طريفة بحوالي 80 ألف. وفي المرتبتين الأخيرتين ميناء/مالقة وأليكانطي بحوالي 20 ألف مسافر. وحسب توقعات مصالح ميناء الجزيرة الخضراء يرتقب أن تعرف عملية العبور ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسبوع الأول من شهر غشت وهي الفترة المفضلة لعبور الآلاف من المهاجرين المغاربة بأوروبا خاصة الذين يودون هذه السنة قضاء شهر رمضان المبارك رفقة ذويهم وأهلهم (الذي سيحل خلال الأيام الأولى من شهر شتنبر المقبل). تبقى الإشارة في الختام أن السلطات الإسبانية قامت بإعداد برنامج متكامل لمواكبة عملية عبور المهاجرين المغاربة، وتجاوز الهفوات التي ارتكبت في السابق، وتأمين عودة العابرين، وضمان الأمن العام وتعزيز السلامة وتوفير المساعدة الإجتماعية والإسعاف الطبي. وإلى حدود كتابة هذه السطور فإن عملية عبور 2008 تمر في ظروف عادية باستثناء توقف حركة الملاحة البحرية بعض الأيام خلال شهر يوليوز بسبب رياح الشرقي القوية التي هبت على مضيق جبل طارق، وأرغمت العابرين على الانتظار لساعات طويلة بميناء الجزيرة الخضراء على وجه الخصوص والموانئ الجنوبية الإسبانية على وجه العموم. ويذكر أن المعدل اليومي للعابرين يقدر بحوالي 80 ألف مسافر وحوالي 20 ألف سيارة، وهومعدل ينقص أو يزيد حسب الظروف الجوية وفترة العبور. ويشتغل أسطول بحري ضخم بمضيق جبل طارق مكون من 27 باخرة من الحجم الكبير تعبر المضيق في ظرف ساعتين ونصف الساعة تقريباً. إضافة إلى سفن صغيرة وسريعة تعبر المضيق في حوالي 35 دقيقة.