انخرط أمبرودا ورفاقه في الحزب الشعبي في حملة منظمة يخطبون من خلالها ود اليهود والمسيحيين ضد تنامي دور المسلمين وبروز قوتهم كمعادلة لها وزنها في الاستحقاقات المقبلة، هذا ما تؤكده تحركات قيادة الحزب اليميني في مليلية المحتلة على إثر التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسبانية السابق في زيارته لإسرائيل الحامل معه خطابا أقل ما يمكن وصفه به أنه تعمد الإساءة إلى المسلمين. الأمر الذي دفع صديقه بالحكومة المحلية للمدينة المحتلة إلى تبرير تصريحاته واعتبارها صادرة عن شخص لا يتحمل أية مسؤولية في الدولة الإسبانية وأن دعوته إلى تشكيل تحالف بين المسيحيين واليهود هو مجرد تفكير ورأي خاص يعود لأثنار في مؤتمر صحفي في القدس، كما حاول أمبرودا وهو يدافع عن تصرف أثنار تهدئة المسلمين بمليلية بعيدا عن إثارة التعصب مع أخذ ما ورد في تصريح الرئيس السابق للحكومة في إطار محدد فقط وظرفية ارتبطت بزيارة لها ظروفها ولا تمس المسلمين في شيء، وتجدر الإشارة إلى أن النقاش احتدم بشكل كبير وملفت بين الأطياف السياسية البارزة في المشهد المحلي بمليلية في أفق الانتخابات المقبلة حيث لم يسلم رئيس التحالف من أجل مليلية مصطفى أبرشان من حملة شرسة قادها مندوب الحكومة المحلية ومسؤولون في الحزب الشعبي بغية الحد من طموحاته الرامية إلى العودة والتربع على هرم السلطة بالمدينة متهمين إياه بتوظيف الوازع الديني ونسبة الساكنة المسلمة لاستمالة أصوات قاعدة عريضة لها تأثيرها في إفراز التشكيلة السياسية المرتقبة خلال المحطة الانتخابية القادمة. بل إن توجس أطراف سياسية من انخراط المسلمين والجمعيات الممثلة لهم في نسق موحد وإطار تنظيمي يوحد كلمتهم بداية لتشكيل قوة سياسية ولوبي يتوفر على ما يكفي من الإمكانيات لرسم معالم الخريطة السياسية بمليلية. وعلاقة بالموضوع استقبل مندوب الحكومة المحلية غريغوريو إسكوبار وفد عن اللجنة الإسلامية التي تم انتخابها مؤخرا حيث تم استعراض آفاق العمل والأهداف المسطرة من لدن قيادة المسلمين بالمدينة المحتلة وعلاقتها مع كافة المؤسسات الرسمية لاسيما ما يتعلق بممارسة الشعائر الدينية وسبل الدعم المخصص من لدن الحكومة المحلية، إذ أشار السيد إدريس محمد رئيس اللجنة الإسلامية إلى أن كل فعاليات وممثلي المسلمين عازمون على الانفتاح والمساهمة في تحسين العلاقة بين كل مكونات المجتمع بمليلية مع صيانة حقوق المسلمين بشكل يجعل من اللجنة شريكا وإطارا له أفكاره واقتراحاته في إثراء الساحة المحلية وتوثيق العلاقات مع الحكومة المحلية بعيدا عن كل السلوكات التي عمدت بعض الأطراف أن تلصقها بالمسلمين لتكريس صورة سيئة لدى الرأي العام المحلي بمليلية.