أفادت مصادر إعلامية بمدينة مليلية السليبة، أن سلطات الاحتلال الإسباني خصصت ضمن ميزانيتها لسنة 2010 فصلا لتمويل الجمعيات والمنظمات وهيئات المجتمع المدني بمدينتي الناظور والحسيمة بمنطقة الريف (شمال المغرب) تحت غطاء تنمية اللغة والثقافة الأمازيغية بالمغرب. وبلغت القيمة المالية المخصصة لذلك 50 ألف أورو، كاعتماد مالي تجريبي في انتظار تقييم مدى نجاح هذه العملية. وأبدت العديد من الأطراف الجمعوية والسياسية بمنطقة الريف ارتيابها إزاء هذا الدعم الإسباني السخي، واعتبرته خطوة غير بريئة لاستقطاب الفاعلين الأمازيغيين بمنطقة الريف، تحت يافطة دعم البرامج الاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية، في حين أن مثل هذه المبادرات، ما هي إلا قناع لإخفاء النوايا الحقيقية المتمثلة في تكريس وتأييد احتلال مليلية، وفرض الاستلاب الثقافي والاجتماعي على أبناء الثغر المحتل ومنطقة الريف، واختراق المجتمع المدني وتوظيفه لخدمة أغراض استخباراتية واستعلاماتية مكشوفة، تخدم أجندة الاستعمار الإسباني. وقد أثار هذا الدعم نقاشات حادة بين مكونات المجتمع المدني بالريف، خاصة وأنه يأتي بعد مرور أزيد من ستة أشهر على فضيحة تورط رؤساء وأعضاء جمعيات مدنية بالريف مع عناصر تابعة للاستخبارات الإسبانية، وهو الملف الذي كان قد شكل الصيف الماضي موضوع تحقيقات أمنية وقضائية واستخباراتية مغربية مع بعض الفاعلين الجمعويين المحليين الذين تم استدعاؤهم قصد المساءلة وتوضيح طبيعة العلاقة التي تجمعهم مع بعض الشخصيات المدنية والديبلوماسية الإسبانية، فضلا عن المتابعة القضائية للناشط الجمعوي شكيب الخياري على خلفية الملف ذاته. كما استدعى الأمر دخول الديبلوماسية المغربية على الخط، وأسفر عن قيام الحكومة الإسبانية بتنقيل بعض موظفيها العاملين بمصالحها القنصلية المعتمدة بشمال المغرب. ويذكر في نفس السياق أن 18 ناشطا في صفوف الحركة الأمازيغية من بينهم عضو سابق بالمجلس الإداري للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وأعضاء آخرون يعتزمون تأسيس حزب سياسي أمازيغي بالمغرب، كانوا قد قاموا خلال شهر نونبر الماضي بزيارة إلى إسرائيل دامت أسبوعا كاملا، وعقدوا العديد من اللقاءات والاجتماعات مع شخصيات سياسية وجامعية وفعاليات جمعوية وثقافية إسرائيلية. كما لايزال كذلك عالقا في الأذهان الجدل الذي أثير بالمغرب منذ سنتين من طرف مجموعة محسوبة على الحركة الأمازيغية بالمغرب التي سعت إلى تأسيس جمعيات ترفع شعار الصداقة بين الأمازيغ واليهود..