رحبت المجموعة الدولية, من واشنطن الى دمشق, بالاتفاق بين اسرائيل وحركة «حماس»، حول تهدئة أعمال العنف في غزة ، من المفترض أن تكون دخلت حيز التطبيق أمس الخميس, لكن الامال غالبا ما ترافقت مع الحذر. فقد رحب الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون ، بالتهدئة. وقال مكتبه الاعلامي في بيان ، ان الامين العام ""يرحب باعلان وقف اعمال العنف"" بين اسرائيل والسلطات في غزة. واضاف البيان ان «بان كي مون» ""يأمل في ان تجلب هذه الجهود الامن ، وان تضع حدا للمشاكل الانسانية في غزة ، وتساهم في وقف اطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على اهداف اسرائيلية"". ويأتي هذا الاتفاق بعد اشهر من اعمال العنف, فيما يخضع سكان غزة البالغ عددهم5 ,1 مليون نسمة ، لحصار اسرائيلي. واعلن البيت الابيض ان ""كل ما يؤدي الى وقف مستوى العنف، هو امر جيد"", لكنه اعرب عن تحفظات. وقال الناطق باسمه، غوردن جوندرو، في اول رد فعل رسمي للحكومة الاميركية, ""نامل ان يعني ذلك وقف حماس اطلاق الصواريخ على اسرائيليين ابرياء ، وان يؤدي الى جو افضل للمحادثات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية"". واضاف ""اننا نثمن الجهود التي بذلتها مصر ، ونامل ان تنجح لاحقا, ولكي يحصل ذلك, فان على حماس ان تختار التحول الى حزب سياسي شرعي ونبذ الارهاب. لا يمكنها ان تواصل القيام بالاثنين معا"". وفي اوروبا, اشادت الرئاسة السلوفينية بعزم اسرائيل على اعادة فتح نقاط الدخول الى والخروج من غزة ""لأسباب انسانية وتجارية"". واعربت عن الامل في اعادة فتح معبر رفح الذي يشرف عليه الاوروبيون. ورحبت المانيا بالتهدئة, معبرة عن املها في ان تكون ""دائمة"" في وقت تستضيف فيه برلين مؤتمر مساعدات لقوات الامن الفلسطينية. وقال الناطق باسم الخارجية الالمانية ، مارتن جاغر ، ""ان الحكومة الالمانية ترحب بالتاكيد باي اتفاق يتيح تجنب المزيد من سفك الدماء وكذلك اي تصعيد"". واعرب رئيس الوزراء البريطاني ، غوردن براون ، عن الامل ""في ان يؤدي ذلك الى سلام اكثر قوة في غزة"". واضاف ""لكن من الاهمية بمكان تمرير الرسالة القائلة بانه ينبغي على حماس ان تضع حدا للهجمات بالصواريخ التي الحقت اضرارا جسيمة بالمدنيين في اسرائيل"". وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي ، ايهود اولمرت ، من ان التهدئة هشة ، وقد تكون قصيرة الامد, مشيرا الى ان الجيش تلقى اوامر بالتحرك في حال فشلها. وفي روما, اعرب وزير الخارجية الايطالي ، فرانكو فراتيني، عن الامل في ان تشكل التهدئة بين اسرائيل وحركة حماس ""مقدمة لخطوات ملموسة"", وخصوصا ""الافراج عن الجندي جلعاد شاليط"", الذي اسرته مجموعات مسلحة فلسطينية في يونيو 2006 ، وهو معتقل في قطاع غزة. واعتبرت فرنسا ان اتفاق التهدئة يعكس ""روحا جديدة"" تطل على الشرق الاوسط, حيث استأنف الاسرائيليون والسوريون منذ بضعة اسابيع مفاوضات سلام غير مباشرة. واعلن وزير الخارجية السوري، وليد المعلم ، ان سوريا تؤيد التهدئة, داعيا الدولة العبرية الى رفع حصارها عن غزة. وقال المعلم ، الذي يرافق الرئيس بشار الاسد في زيارته الى الهند ، ""ندعم هذا الاتفاق، وندعم رفع الحصار عن قطاع غزة ، وسنرى ما اذا كان الاسرائيليون سينفذون التزاماتهم كما نأمل"". واعتبر هشام يوسف ، مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية ، عمرو موسى, ان اعلان التهدئة بين اسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة ، يشكل خطوة مهمة نحو تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين. وقال ان ""هذه التهدئة هي خطوة هامة من شأنها ان تمهد الطريق نحو تطوير الوضع السياسي على الساحة الفلسطينية"". واضاف ان ""المصالحة تمثل الضمانة الحقيقية لتمكين الشعب الفلسطيني من مواجهة الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية"". ووصف الرئيس الفلسطيني ، محمود عباس، اعلان التهدئة بانه ""خبر سار"". وفي غزة نفسها, اعلنت «حركة الجهاد الاسلامي»، التي تتبنى معظم عمليات اطلاق الصواريخ على اسرائيل, انها لن تكون عقبة امام تنفيذ اتفاق التهدئة رغم تحفظاتها عنه.