أفادت الصحف الاسبانية الصادرة مؤخرا أن سلطات الاحتلال بسبتةالمحتلة عبرت للسلطات المركزية بمدريد وللقيادة العامة للقوات المسلحة الاسبانية عن احتجاجها على القرار الأخير الصادر عن وزارة الدفاع في حكومة خوصي لويس رودريغيز زباطيرو والقاضي بإلغاء الشطر الأول من الميزانية الأولية (3 مليون أورو و 750 ألف) التي كانت مرصودة خلال السنة الميلادية 2010 لمشروع تشييد قاعدة عسكرية بمدينة سبتةالمحتلة. وتراهن سلطات الاحتلال على هذا المشروع العسكري لاستجماع كل الفرق والوحدات العسكرية العاملة بالمنطقة لإحداث تغييرات عسكرية واستراتيجية كبيرة على عمل الفيالق والتجريدات العسكرية الاسبانية المرابطة بالثغر المحتل، وتطوير وتسهيل عملها ومهماتها العسكرية والاستخباراتية، وسيتم تجهيز القاعدة حسب أوساط صحافية إسبانية بتقنيات ووسائل تكنولوجية حديثة ومتطورة. وكشفت مصادر إعلامية إسبانية أن المديرية العامة للبنيات التحتية والتجهيز التابعة لوزارة الدفاع الاسبانية تراجعت في آخر لحظة عن اعتماد الدفعة الأولى من المبلغ الاجمالي المخصص للمشروع المحدد في 53 مليون أورو، ولم يتم بعد الكشف عن الأسباب الكامنة وراء هذا الإلغاء. وكانت وزارة الدفاع الاسبانية قد قامت منذ أشهر بتكليف فريق تقني عسكري متخصص لإنجاز دراسة وافية حول مشروع القاعدة العسكرية بسبتةالمحتلة وإعداد تقرير مفصل يقدم للقيادة العليا العسكرية للبت فيه. وإذا كانت المؤسسة العسكرية الإسبانية لم تكشف بعد لوسائل إعلامها عن تفاصيل ومعلومات أخرى عن مشروعها العسكري، فإن بعض المصادر الصحافية أسرت بأن سلطات الاحتلال بسبتة السليبة كانت تنتظر فقط الموافقة والضوء الأخضر لوزارة الدفاع الاسبانية لبداية الشروع في تنفيذ المشروع العسكري الجديد / المؤجل، وأنها أعدت كافة الترتيبات الأمنية والإجراءات المرتبطة بالوضعية العمرانية والعقارية لإخلاء المرافق والمساكن المتواجدة بالأحياء والمناطق السكنية القريبة والمجاورة للمشروع الجديد المزمع إقامته بمدينة سبتةالمحتلة. وحسب الدراسة التقنية للمشروع، فإن مدة بناء القاعدة العسكرية الجديدة ستستغرق أربع سنوات، حيث ينتظر تدشينها خلال بداية سنة 2014. والملاحظ أن المسؤولين الاسبان وخاصة سلطات الاحتلال بالثغر المحتل سبتة عبروا غير مامرة عن قلقهم من قيام المغرب منذ سنتين ببناء قاعدة عسكرية بحرية بمنطقة القصر الصغير وفي موقع استراتيجي متميز وحساس عند مدخل مضيق جبل طارق ولا يبعد سوى بعشر كيلومترات عن صخرة تورة أو المعدنوس المعروفة ب «ليلى» التي تبعد بأربعة كيلومترات عن سبتة، والتي كانت قبل حوالي سبع سنوات مسرحا لتوتر ديبلوماسي كبير كاد يتحول إلى مواجهة عسكرية مسلحة بين البلدين الجارين لولا تدخل الولاياتالمتحدة لتهدئة الوضع. ويذكر أن إسبانيا تتوفر على قاعدة عسكرية بحرية بجزيرة النكور قبالة مدينة الحسيمة، إضافة إلى ثكنات عسكرية بمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين وبالجزر الجعفرية التي تحتلها بالبحر الأبيض المتوسط.