في لقاء جمع مسؤولين بإقليم تطوان عن قطاع الصناعة التقليدية، وباحثين ومهنيين وحرفيين متخصصين في مجال "الزليج التطواني"، دعا المشاركون في هذه الورشة، التي نظمت بمبادرة من المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بتطوان، يوم الخميس 26 شتنبر 2024، بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية بالمدينة، إلى تعزيز حماية وتثمين والحفاظ على تراث "الزليج التطواني"، الذي يُعد مكونًا هامًا من تراث المنطقة. وأكد المشاركون في هذه الورشة الموضوعاتية على أن "الزليج التطواني" يتميز بخصائص هندسية وتقنية فريدة، وألوان طبيعية تجعله مختلفًا عن غيره، مما يتطلب حماية هذه الحرفة التقليدية العريقة والحفاظ على طابعها المغربي الأصيل في مواجهة المنافسة غير الشريفة التي تعرضت لها خلال السنوات الأخيرة.
وقد تم خلال هذا اللقاء التشاوري مناقشة إمكانية اعتماد نظام العلامة المميزة ل"الزليج التطواني" والسبل الكفيلة باستصدارها في الأشهر المقبلة، مع تسجيلها لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية والهيئات الدولية المختصة، بهدف حمايته والحفاظ على مميزاته باعتباره تراثًا مغربيًا أصيلاً.
وأوضحت مختلف المداخلات أن حماية هذا التراث المحلي تندرج ضمن برامج تنمية الصناعة التقليدية التي وضعتها الوزارة الوصية، والتي تعطي أولوية كبيرة لبرنامج الحفاظ على تراث منتوجات الصناعة التقليدية وحمايتها من المنافسة غير المشروعة.
كما تم استعراض مجموعة من التدابير المتخذة خلال السنوات الأخيرة لحماية هذا "التراث الثمين"، مشيرين إلى أن جهود وآليات حماية التراث ذات طابع تقني وقانوني، ومن ضمنها وضع علامة مميزة للزليج التطواني وباقي منتوجات الصناعة التقليدية المحلية.
وأشار المتدخلون إلى أن "الزليج التطواني" لا يُعتبر فقط مكونًا أساسيًا لتراث الإقليم والجهة، بل هو جزء من التراث الوطني الذي يجب تطويره وحمايته من كافة أشكال المنافسة غير المشروعة والتقليد والتزييف.
وقد تميزت الورشة بتقديم عرض من مكتب دراسات متخصص حول "كيفية وضع العلامة المميزة للزليج التطواني"، مقترحًا تصميما هندسيًا كعلامة مميزة للزليج، بالإضافة إلى تقديم عرض حول خصائص الزليج التطواني من حيث ألوانه، أشكاله الهندسية، وتركيبته. واختُتم اللقاء بفتح باب النقاش مع الحرفيين لتطوير جهود توثيق عملية إنتاج الزليج التطواني ومميزاته الفريدة مقارنة بالزليج التقليدي المغربي عمومًا.
وتقوم صناعة الزليج التطواني على تحويل الطين إلى فسيفساء مختلفة الأشكال والأحجام والألوان، حيث يُرجح أن هذه الحرفة التقليدية دخلت إلى مدينة تطوان من الأندلس، وهي تتميز بطابع خاص سواء من حيث الألوان أو من حيث طرق الإنتاج.
وتستفيد حرفة الزليج التطواني من برنامج للمحافظة، وضعته الوزارة الوصية استنادًا إلى اتفاقية اليونسكو لسنة 2003 المتعلقة بحماية التراث الثقافي غير المادي، التي صادق عليها المغرب سنة 2006، وكذلك ضمن اتفاقية التعاون الموقعة في نونبر 2022 بين الوزارة واليونسكو، والمتعلقة ب"المحافظة على التراث الثقافي المرتبط بحرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض عبر ضمان انتقاله للشباب".