دعا المشاركون في ورشة موضوعاتية، اليوم الخميس بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان، إلى تعزيز حماية وتثمين والحفاظ على تراث "الزليج التطواني"، الذي يعتبر مكونا هاما من تراث المنطقة. وشدد المشاركون في الورشة، المنظمة بمبادرة من المديرية الإقليمية للصناعة التقليدية بتطوان، على أن الزليج التطواني فريد بخصائصه الهندسية والتقنية وألوانه الطبيعية ما يقتضي تثمينه وحمايته من كل أشكال المنافسة غير الشريفة التي بات عرضة لها خلال السنوات الأخيرة. وتم خلال اللقاء تدارس إمكانية استعمال نظام العلامة المميزة للزليج التطواني والسبل الكفيلة باستصدارها خلال الأشهر المقبلة وتسجيلها لدى المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية ولدى الهيئات الدولية المختصة، قد حمايته والمحافظة على مميزاته باعتباره تراثا مغربيا أصيلا. وأبرزت مداخلات مسؤولين محليين عن قطاع الصناعة التقليدية وباحثين ومهنيين وحرفيين متخصصين في المجال، أن حماية هذا التراث المحلي يندرج في إطار برامج تنمية الصناعة التقليدية التي وضعتها الوزارة الوصية، والتي يحظى فيها برنامج الحفاظ على تراث منتوجات الصناعة التقليدية وحمايتها من المنافسة غير المشروعة بأولوية كبيرة. وتوقفت المداخلات عند مجموعة من التدابير المتخذة خلال السنوات الأخيرة لحماية هذا "التراث الثمين"، موضحين أن جهود وآليات حماية التراث هي ذات طابع تقني وأخرى قانوني، ومن ضمنها وضع علامة مميزة للزليج التطواني وباقي منتوجات الصناعة التقليدية المحلية. وأشار المتدخلون إلى أن الزليج التطواني لا يعد مكونا أساسيا لتراث الإقليم والجهة فحسب، بل هو جزء من التراث الوطني الذي يجب تطويره وحمايته من كل أشكال المنافسة غير المشروعة والتقليد والتزييف. وتميزت الورشة بتقديم عرض من مكتب دراسات متخصص حول "كيفية وضع العلامة المميزة للزليج التطواني" مقترحا تصميما هندسيا كعلامة مميزة للزليج، وتقديم عرض حول خصائص الزليج التطواني وألوانه وأشكاله الهندسية وتركيابته، توج بفتح باب النقاش مع الحرفيين لتطوير جهود توثيق عملية إنتاج الزليج التطواني ومميزاته الفريدة مقارنة بالزليج التقليدي المغربي عموما. وترتكز صناعة الزليج التطواني على تحويل الطين إلى فسيفساء مختلف الاشكال والاحجام والألوان، حيث يرجح أن هذه الحرفة التقليدية العريقة دخلت إلى مدينة تطوان من الاندلس، وهي تعرف بطابع خاص، سواء من حيث اللون المعتمد أو من حيث طريقة الإنتاج. وتستفيد حرفة الزليج التطواني من برنامج للمحافظة وضعته الوزارة الوصية بالارتكاز على اتفاقية اليونسكو لسنة 2003، المتعلقة بحماية التراث الثقافي غير المادي، التي صادق عليها المغرب سنة 2006، وكذا ضمن اتفاقية التعاون الموقعة في نونبر 2022 بين الوزارة واليونسكو، والمتعلقة "بالمحافظة على التراث الثقافي المرتبط بحرف الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض عبر ضمان انتقاله للشباب".