أوضح رحال ابو الوفاء وهو محام بهيئة الرباط أن وضعية ما يصطلحه عليه ب»الخماس« في أعراف قبائل زمور تخضع لقوانين شركة تنعقد بين شخصين أولهما بويكر (صاحب الأرض) والثاني »أخماس« الذي يحصل على خمس الانتاج مقابل عمله طيلة السنة الفلاحية والأربعة أخماس الباقية لصاحب الأرض. وذكر في مداخلة شارك بها في ندوة نظمها فيما قبل المعهد الملكي للثقافة الامازيغية حول »القانون والمجتمع بالمغرب« أن شركة الخماس غالبا ما تعقد في نهاية السنة الفلاحية بين طرفيها، الخماس ومالك الأرض، وذلك بحضور بعض الشهود أقلها إثنان »شهود من أهل الدوار، ثم تقرأ الفاتحة كتمييز وتعبير على المصادقة على هذا العقد الشفوي الذي تقدر مدته الافتراضية بسنة فلاحية كاملة. وأكد أبو الوفاء أن الخماس يضع رهن إشارة مالك الأرض عمل يده »أفوس نس« وينحصر هذا العمل في قلب الأرض بواسطة زوج من البهائم قد يكونان بغلين أوثورين أو غيرهما، والخماس هو الذي يسهر على العناية بهما ورعايتهما ويقدم لهما العلف والماء والتبن لاسترجاع قوتهما التي فقدها أثناء العمل اليومي. وحسب العقد في شركة الخماس يلتزم مالك الأرض بإيواء الخماس إذا كان أجنبيا عن القبيلة، حيث يعيش مع عائلة بويكر التي تلتزم بإعطائه يوميا (توغريفت) خبزة من القمح أو الشعير التي يحملها معه للحقل ليتناول نصفها في الصباح والنصف الثاني عند الظهر، وهناك وجبة اختيارية بعد الظهر وهي »ألاس« ويتناول وجبة »إيمنسي«، (العشاء) الذي يتكون في الغالب »من »كسكس« »الطعام« مع مرق ممزوج بالحليب »اغِونشفين« مرق مع التوابل. وإذا كان للخماس أسرة فإن معيشته على مالك الأرض الذي يمنحه »اساكون يردن« أي ما يعادل 8 »مدود« من القمح الذي سيخرجه صحبة مالك الأرض من المطمورة »تاسرافت«. وذكر أنه من واجب الخماس التي تبتدئ أشغاله قبل طلوع الشمس بشحذ السكة وتهييء المحراث وتفقد زوج البهائم التي سترافقه طيلة اليوم وحراسة الحقل ومنع البهائم التي قد تلحق به ضررا والقيام بتنقية الأعشاب الضارة »أفران«، صحبة عائلة مالك الأرض وبعض الأفراد الآخرين. والخماس في الميدان الفلاحي بقبائل زمور هو الكل في الكل »كوشي يلاك وفوس نس« وعند الحصاد يشارك في العملية و ينقل الزرع الى »آرار« البيدر للقيام بدرسته. وينحصر نصيب الخماس في الخمس من الانتاج وقد ينتقل هذا النصيب إلى الربع إذا ما ساهم بزوج من البهائم في عملية الحرث وإذا كان نصيبه السدس، فإنه لايؤدي الضريبة الفلاحية (الترتيب). وبعد العملية النهائية للسنة الفلاحية، فإن الخماس يأخد نصيبه من الحبوب البكرية »امزو« وكذا الحبوب الخريفية »أمازوز« كالذرة والكتان والزوان وغير ذلك، ونصيبه يكون في كل ما انتجته الارض التي عمل فيها منذ »لقليب أمزكارو« إلى نهاية الانتاج وجمع الغلة التي هي ثمرة عمله المتواصل طيلة السنة الفلاحية.