احتضن مقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الإثنين الماضي أشغال يوم دراسي نظمه مركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي البصري بالمعهد في موضوع «الإبداع الأمازيغي وإشكالية النقد». ويهدف هذا اليوم الدراسي إلى إثارة الإشكاليات المنهجية والفكرية التي يطرحها موضوع النقد في حقل الثقافة الأمازيغية عبر محاولة الإجابة على أسئلة تتعلق بأسباب تعثر النقد وندرته في مجال الثقافة الأمازيغية، وقيمة البوادر التأسيسية للنقد الأدبي والفني الأمازيغي في المراحل السابقة. كما تتعلق هذه الأسئلة بعلاقة النقد بالتعليم، والدور الذي يمكن أن تقوم به الجامعة في انبثاق حركة نقدية مناسبة للأمازيغية، والمناهج الكفيلة بتدقيق البحث النقدي في المنتوج الثقافي الأمازيغي، وكيفية تأصيل هذه المناهج وجعلها ملائمة لخصوصيات المادة الأدبية المدروسة. وتتعلق أيضا بكيفية مقاربة مسألة المصطلح ولغة النقد بالنسبة للإنتاج الأدبي بالأمازيغية، والعوامل الفكرية والبيداغوجية والسوسيوثقافية التي من شأنها تطوير حركة نقدية مناسبة للإنتاجات الإبداعية والفكرية للأمازيغية وتأصيلها منهجيا واصطلاحيا. ونظم هذا اليوم على جلستين أولاهما عرفت مداخلات لمحمد الخطابي (جامعة ابن زهر بأكادير) حول «أسئلة نقد الأدب الأمازيغي»، ومحمد أقوضاض (باحث سابق بالمعهد) حول «مدخل نظري لتأسيس النقد الأمازيغي»، وخديجة محسن (جامعة محمد الخامس بالرباط) حول «فضاء ووصف في السرد الأمازيغي المعاصر»، وعبد القادر بزازي (جامعة الحسن الأول بوجدة) حول «السرد القصصي الأمازيغي، عناصر مقاربة»، وأحمد المنادي (المعهد) حول «النقد الأدبي الأمازيغي، الإرهاصات والامتدادات». أما ثاني الجلستين فقد عرفت مداخلات لكل من عمر بلخمار (جامعة محمد الخامس) حول «السينما الأمازيغية بين شرعية الوجود والبحث عن إثبات الذات»، وأحمد عصيد «في الحاجة إلى النقد»، ومحمد اسفنكل (المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير-جامعة ابن زهر بأكادير) «تلقين النقد الأدبي الأمازيغي، مشاكل وأساليب»، ومحمد أسوس (وزارة التربية الوطنية بأكادير) «من أجل مصطلحات نقدية أمازيغية أو في سبيل ميتالغة نقدية أمازيغية، معطيات أولية»، ورشيد الحاحي (مركز تكوين المفتشين بالرباط) «الإبداع التشكيلي والإنتاج البصري في الثقافة الأمازيغية، مقاربة نقدية». وبالمناسبة صرح أحمد عصيد الباحث بمركز الدراسات الفنية والتعابير الأدبية والإنتاج السمعي البصري إن هذا اليوم الدراسي يحاول الإجابة على سؤال لماذا يوجد تراكم في الإبداع الأدبي والشعر والقصة ولا توجد، بالمقابل، مواكبة نقدية لهذا التراكم. وأضاف الباحث أن هذا اليوم يطرح أيضا أسئلة تتعلق بالمصطلح اللغوي في الأمازيغية خاصة بعد إدراج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية منذ عام2003 ، وكذا في عدد من الجامعات ودراسات الماستر في عدد من الكليات. وأشار عصيد إلى أنه أضحى من الحتمي النهوض بالعمل النقدي المواكب للعمل الفني والإبداعي من أجل إحداث نقلة نوعية مطلوبة في هذا المجال الذي لا يزال يراوح مكانه.