أقدمت جمعية السوق البلدي ابراج الزيتون بالمحاميد مؤخرا بعد أن رفعت السلطة المحلية يدها أمام استشراء الفوضى بشكل مقلق، على إرجاع النظام إلى هذه السوق التي عُوِّل عليها بأن تكون نموذجية بعد أن تفشت بها ظواهر كثيرة ساهمت في تحول تحقيق النموذج إلى العشوائية، حيث غرقت هذه السوق في فوضى عارمة كان أبطالها باعة متشبعون بثقافة الفتوة، يتركون المربعات الخاصة بهم ويعرضون سلعهم بممرات السوق . اقدام الجمعية مؤخرا حسب إمكانياتها المحدودة على وضع حد لتلك الفوضى والزام اصحاب الدكاكين والمربعات بحدود الحيزات المخصصة ومنع الباعة المتجولين وباعة السمك من احتلال وسط السوق وإدخال الدراجات إليها أثار ارتياح مرتادي السوق في انتظار ان ينعم سكان محيطه بنفس الارتياح حين يتم الكف عن تجميع الباعة المتجولين بعرباتهم ودراجاتهم ثلاثية العجلات بين ازقة حي السعادة 5 المجاور للسوق بعد اجلائهم من الشارع الذي يفصل بين السوق والحي. هذا الوضع يبقى مستمرا طيلة ايام اشتغال الادارة حيث إن اخلاء الطريق التي يقع السوق على جانبها يرتبط بأوقات اشتغال الادارة اي من التاسعة الى الرابعة عصرا. بعد ذلك يكتسح الباعة المتجولون الذين يأتون من كل جهة محيط السوق محتلين قارعة الطريق لدراجاتهم الثلاثية العجلات وعرباتهم محدثين ضوضاء وصخبا ومخلفين بعد منتصف الليل ركاما من الازبال. هذه المعاناة دفعت بالعديد من السكان المتضررين إلى البحث عن مشترين لبيوتهم بعدما لم تفد شكاواهم التي رفعوها إلى كل المسؤولين. وكان السكان قد تنفسوا الصعداء بعد ان تم إجلاء الباعة المتجولين خلال فترة كورونا، بعدما تم اتلاف العربات وهدم الخيام و"النوايل" التي كانت تملأ الشارع الذي يمر بجانب السوق. ويبقى السؤال مطروحا لماذا تظل هذه المنطقة ومثيلاتها بالمحاميد مستثناة من حملات تحرير الملك العام بساحات المساجد والطرقات وجنباتها ومحيط الأسواق النموذجية التي تعرفها باقي المناطق بمراكش؟؟