عبّر أكثر من 600 من التجار والباعة المستقرين بالسوق النموذجي «ظهر لمحلة» بحي لازاري بمدينة وجدة عن استيائهم وتذمرهم من الفوضى التي عمت فضاء السوق بسبب احتلال الأزقة والطرقات بمحيطه من طرف الباعة المتجولين، الأمر الذي تسبب في كساد سلعهم وبوارها وتلف البعض منها، بعد أن تمكن الباعة المتجولون من استمالة الزبائن إليهم ومنعهم من الوصول إلى داخل السوق تحت أعين السلطات المحلية. وهدد هؤلاء الباعة والتجار المتضررون بالقيام بأشكال نضالية إذا لم يتحرك المسؤولون المعنيون لوضع حدّ لهذا العبث. «نستنكر هذا الواقع خارج السوق الذي نعتبره كارثة، بحيث يعيش هؤلاء الباعة والتجار داخل السوق كسادا وبطالة مفروضة، وأصبحوا في وضعية صعبة، بعد أن صرفوا رساميلهم ومصادر أرزاقهم، نتيجة هذه الظروف التي خلقتها الفوضى»، يوضح عبد العالي المالكي، النائب الأول لرئيس نقابة بائعي الخضر بالتقسيط بالأسواق الأسبوعية وأمين الحرفة. ثم يضيف أن محيط السوق تم احتلاله بالعربات بأنواعها والدراجات ثلاثية العجلات والشاحنات المحملة بالبضائع دون أداء أي رسم من الرسوم وفي ظل غياب تام للسلطة. يحتضن السوق النموذجي بلازاري 390 بائع خضر وتاجرا داخل محلات، إضافة إلى أكثر من 200 بائع يحوزون أمكنة للتجارة داخل السوق، يعولون أكثر من 600 أسرة . لقد سبق أن وجهت نقابة بائعي الخضر بالأسواق الأسبوعية التابعة للاتحاد العام للمقاولات والمهن بوجدة شكاية إلى كلّ من والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنجاد وباشا المدينة ورئيس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة، أوضحت فيها مشكل السوق النموذجي بلازاري حيث إن جلّ البائعين الذين حصلوا على محلات تجارية داخل السوق تخلوا عن أماكنهم التي كلفت مجلس الجماعة الحضرية غلافا ماليا كبيرا. وأضافت الشكاية أن هؤلاء أصبحوا يعرضون سلعهم وبضائعهم على الطريق العام في ظروف تفتقر إلى أبسط شروط الصحة والسلامة. وخلقت هذه الحالة من الفوضى ازدحاما في الطرقات والمسالك وأزقة الأحياء المحيطة بالسوق النموذجي، خاصة من طرف العربات المدفوعة والمجرورة بالدواب وسط ركام من الأزبال والروائح الكريهة، حيث أربكت حركة السير التي بات معها مرور السيارات مستحيلا. وفي الأخير، طالبت الشكاية المسؤولين بالتدخل لوضع حدّ لهذه الفوضى والعمل على إتمام الشطر الثاني الباقي من السوق لإنهاء هذه المعضلة التي تقض مضاجع الباعة المستقرين داخل السوق وتسببت في كساد بضائعهم وبوارها، وقلق السكان نتيجة الفوضى والأوساخ والضجيج.