في مرحلة التعليم الابتدائي علمونا في المدارس من خلال قصص ترفيهية وأناشيد وأشعار: طبائع الحيوانات: فالنمر مفترس والذئب غدار والثعلب محتال والأفعى سامة والقرد كثير الضحك. ثم كبرنا وخرجنا للحياة العامة فلم نصادف في طريقنا حيوانا مفترسا ولم نصطدم الا ببشر مثلنا فأخطر من النمور الحيوانية تلك النمور البشرية التي تقتل ضحاياها وتذبحها وتسلخها وتقطعها أطرافا وتضعها في أكياس بلاستيكية وترميها في صناديق القمامة.. وفي مجاري المياه الحارة وتعتدي على مواطنين بسطاء لتسلبهم هواتف أو نقود وأخطر من الذئاب الحيوانية تلك الحيوانات البشرية التي تغتصب أطفالا لا تتجاوز أعمارهم 4 أو 5 سنوات، وقاصرين، وتهتك بكارة فتيات في عمر الزهور.. وحتى عجائز تجاوزت ثمانين سنة. وأخطر من الثعالب الحيوانية تلك الحيوانات البشرية التي تحتال على فقراء وعاطلين وتستحوذ على أموالهم بدعوى تسفيرهم الى اوروبا أو توظيف أبنائهم أو تحتال على مواطنين بتزوير الوثائق والامضاءات للاستيلاء على ممتلكاتهم . وأخطر من الأفاعي السامة.. تلك الأفاعي البشرية التي تنفث سمومها في المجتمع من خلال مقالات حاقدة أو إحياء نعرات قبائلية أو الجهر بأفكار انفصالية أو بالهجوم على الباطرونا وعلى المسؤولين أو باتهام الناجحين والمتفوقين وأخطر من القرود الحيوانية تلك القرود البشرية التي تضحك على الناس وتقذف أعراض النساء والرجال وتسخر من كل شيء. إنها نماذج بشرية ولا أقول إنسانية تعيش بيننا.. تسكن في أحيائنا وتمشي في شوارعنا وتجلس في مقاهينا.. وتعمل في إداراتنا ومعاملنا وبنوكنا.. ولكن يخيل اليك أنها.. فرت من حديقة الحيوانات. لهم أعين تبحث عن ضحايا ولهم أياد تبطش بالمستضعفين.. ولهم أرجل تركض مسرعة هاربة من البوليس ولهم أدمغة يحبكون بها المؤامرات.. ولهم قلوب تحترق بالحقد والكراهية لايخافون الله ولا يرحمون الناس.