كشفت صحيفة «هآرتس »الإسرائيلية النقاب عن سحب هويات إقامة 4577 مقدسيا خلال السنة الماضية فقط, بما يزيد بواحد وعشرين ضعفا عن العدد الذي سحبته إسرائيل خلال أربعين سنة، وفق أرقام الداخلية الإسرائيلية. وطبقا للصحيفة, فقد سحبت إسرائيل منذ عام 1967 إقامات أكثر من 8500 مقدسي. ونشرت الصحيفة تقريرا سريا للاتحاد الأوروبي، أشار إلى أن بلدية القدس تعمل على تغيير الواقع السكاني والجغرافي للمدينة, وتساعد المستوطنين على الاستيلاء على العقارات والبيوت العربية. كما يقول التقرير إن البلدية تميّز ضدّ المقدسيين في شتى مجالات الحياة. وذكرت «هآرتس »أن التقرير ، الذي أعده قناصل دول الاتحاد الأوروبي في القدسالشرقية ، ومدينة رام الله بالضفة الغربية ، يوصي بالعمل على تعزيز مكانة السلطة الفلسطينية في المدينة. كذلك يوصي التقرير بأن ينفذ الاتحاد الأوروبي نشاطات احتجاجية ضد إسرائيل وفرض عقوبات على الجهات الإسرائيلية الضالعة في نشاطات استيطانية في القدسالشرقية ومحيطها. ويشير التقرير إلى الحملة التي تنفذها الجمعيات الاستيطانية من خلال شراء بيوت في الأحياء العربية ، ومحاولة زرع مستوطنات يهودية في قلب الحي الإسلامي في البلدة القديمة. ووفقا ل«هآرتس»، فإن هذا التقرير شكل أساسا للمبادرة السويدية ومشروع القرار الذي طرحته على مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي ، بالاعتراف بالقدسالشرقية عاصمة لدولة فلسطين لدى قيامها في المستقبل. وكشفت الصحيفة الإسرائيلية عن القرار، وقد أثار ذلك غضبا إسرائيليا ، وتهديدا بمنع السويد خصوصا ، والاتحاد الأوروبي عموما ، من المشاركة في أي عملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. في المقابل ، عبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن خشيتها من نشر مثل هذه التقارير في وسائل الإعلام على ضوء "المس الكبير المتوقع بمكانتها في الرأي العام الأوروبي". ونقلت «هآرتس» عن مسؤولين رفيعي المستوى في الخارجية الإسرائيلية ، قولهم إن استعراض التقرير في مؤسسات الاتحاد الأوروبي ترك انطباعا قاسيا، وساعد السويد على دفع مبادرتها بخصوص مكانة القدسالشرقية باعتبارها عاصمة لفلسطين.