شهدت ساحة "الميعارة" بمراكش، المدخل الخلفي لحي الملاح بالمدينة،حالة استنفار أمني كبير، بسبب الصعوبات التي لاقتها السلطات في إنهاء لجوء العشرات من السكان الذين هجروا بيوتهم، وأقاموا بها "مخيمات عشوائية" منذ قرابة أسبوعين،و ذلك بعدما تصدعت جدران بيوتهم جراء هزات الزلزال. وقد دفع رفض المتضررين اللجوء إلى نقط الإيواء المخصصة لهم، ببعض مسؤولي السلطات بمراكش، من مختلف التشكيلات الأمنية، للنزول إلى الساحة من أجل التفاوض معهم وإقناعهم بضرورة إخلاء المكان.
ويعلل الرافضون موقفهم بظروف الإيواء بالمخيمات التي شيدت اثر الزلزال،حيث تم تجميع أسر المتضررين في خيمة كبيرة، مما يخدش،حسب قولهم، خصوصيتهم،حتى وإن كان قد تم فصل الرجال عن النساء. أما رفضهم العودة إلى بيوتهم فيرجعونه إلى كونها لم تعد صالحة للسكن، متداعية للسقوط في أي لحظة بينما الذين حدثت ببيوتهم شقوق طفيفة و لا تشكل خطرا،فإنهم يقرنون رجوعهم بضرورة إجراء خبرة مستعجلة تطمئنهم على أرواحهم وأبنائهم.
بينما فئة أخرى منهم، ترى أن البقاء في الشارع، سيضمن لها الاستفادة من التعويضات، وان أي وضع آخر غير احتلالهم للساحات والحدائق، قد يحرمهم من الاستفادة المعلن عنها في مختلف القنوات الرسمية.
ويرى بعض المتتبعين للشأن المحلي المراكشي أن تحويل الساحات والمربعات الخضراء والحدائق إلى ملاجئ تملأها براريك وخيام من الأغطية ، وما يترتب عن ذلك من تراكم الفضلات، وتشويه المنظر العام،وغيرها، أمر مرفرض بالمرة، على أن الحل هو الإسراع إلى طمأنة الأفراد الذين تضررت بيوتهم،وان حقوقهم سيحصلون عليها وفق ما هو مسطر من طرف الجهات الرسمية والمسؤولة.