مؤهلات وموارد طبيعية ومآثر تاريخية غير مستغلة في المجال السياحي وقلة التجهيزات وغياب الانشطة الثقافية والترفيهية وعدم تشجيع الاستثمار من بين الأسباب الأساسية لركود القطاع بالإقليم لا يختلف اثنان على أن السياحة أصبحت تلعب في وقتنا الحاضر -عهد التقدم التكنولوجي وغزو القمر- دورا حيويا في تنشيط الاقتصاد، فهي تشغل المأوي وتنمي حركة النقل وتسهم في الرواج التجاري، وهي بالتالي تخلق سوقا للتشغيل وتعمل إذا كان الأمر يتعلق بالسياحة الخارجية على توفير العملة الصعبة. وإذا كانت العديد من المدن على صعيد وطننا الغالي قد تمكنت بجدية ابنائها ومسؤوليها من توظيف امكانياتها لاستقطاب السياح سواء كانوا اجانب او مغاربة كمراكش واكادير وافران وفاس ومدن صغيرة كتطوان وشفشاون واصيلا وبني ملال والحسيمة والراشيدية وزكورة وارفود... فإن تاوريرت 2023 والإقليم بصفة عامة لم يتيسر له ذلك فالمدينة التي تربط الشرق بالغرب والتي لا تتوفر على مندوبية للسياحة ليست سوى نقطة عبور تجارية واقتصادية وبشرية أيضا، حيث ليس هناك الشيء الكثير الذي يمكن ان يستهوي المارين لقضاء عطلة او المشاركة في تظاهرة ثقافية او رياضية تستحق الاهتمام والتتبع لسبب رئيسي وهو ان المدينة ظلت منذ فجر الاستقلال حبيسة في خانة الإهمال والتهميش، والذين تحملوا فيها المسؤوليات لم يفكروا في غير مصالحهم الضيقة على حساب المصلحة العامة (باستثناء الوجبات التي يأخذها المارة أثناء عبورهم لوسط المدينة من (كاسكروطات) ولحم غنمي مفور ومشوي)... المدينة الآن التي من المفروض ان تكون قاطرة الاقليم في مجالات التنمية وبإمكانها ان تلعب دور القاطرة في جهة الشرق الدارالبيضاء تعرف ركودا سياحيا، فهل يعزى ذلك إلى افتقارها إلى الإمكانيات السياحية؟؟ الحقيقة أن هذه المؤهلات متوفرة (وبزيادة) وهي بطبيعة الحال كما يظهر بسبب العزلة ليست في مستوى مراكش واكادير و افران والسعيدية ولكنها غير مشتغلة بما يكفل خلق نشاط سياحي، دون نسيان غياب الإرادة وروح المبادرة لدى العديد من الجهات التي كانت تعبر المنطقة كبقرة حلوب فقط ومن بعدي الطوفان، فإذا استثنينا حامة سيدي شافي ومول الباشا وتافرنت، التي تستقطب السياح خاصة المغاربة، كما أن المدينة لا تتوفر إلا على فندقين لكنهما غير كافيين، علما بان فندقين احدهما لا زالت أبوابه موصدة والآخر لم تنته به الاشغال منذ مدة اما آخر فهو (مكتوب فقط على الورق).