داخل بلادنا الواقعة بشمال إفريقيا في جنوب مملكتنا السعيدة وهناك على ضفاف المحيط الأطلنطي ترسو مدينة جامعة لكل المحاسن الطبيعية، والتي حباها الله بمناظر جمعت بين متعة النفس وراحة الأبدان، وبذلك جلبت إليها أنظار الأجانب من كل القارات قبل أنظار المغاربة، والتي تستقبل من السياح المغاربة والأجانب ما يجعلها تكون مدينة سياحية بامتياز إلى جانب كبريات المدن المغربية السياحية من حجم مدينتي مراكش وأكادير المجاورتين، في هذا الروبورتاج نعرج على أهم ما يميز مدينة الصويرة كمعلمة حضارية سياحية تستحق فعلا أن تكون قبلة للسياحة لما لها من مؤهلات لها مكانتها وشهرتها العالمية. مرفوقة بأرقام تدل على مكانة الصويرة في الخريطة السياحية وقدرتها على استقطاب فئات من مختلف الدول الأجنبية والمدن المغربية. مميزات مدينة الصويرة ما يميز مدينة الصويرة كونها مدينة صغيرة هادئة غاية في الروعة والجمال وذات موقع استراتيجي مطل على شاطيء البحر كشبه جزيرة، ومآثر تاريخية تعود إلى ما يزيد على ثلاثة قرون،سور المدينة العتيقة بأبوابها الشامخة باب دكالة باب مراكش باب السبع ومآثر السقالة القديمة ذات طابع معماري فريد بمدافعها التقليدية المرصوصة المعبرة عن حضارة فريدة، والمدينة العتيقة بأشكالها الهندسية والعمرانية، والبحر الملتصق بالمدينة لا يبعد إلا بعشرات الأمتار عن كل الإقامات، كل ذلك شاهد على وجهة تستحق أن تكون قبلة للسائح تغني عن أية منطقة، زد على ذلك جوها الذي يساعد على التعايش مع حرارة الطقس في فصل الصيف في أرقى ما يعرفه الاستجمام، والتعايش مع حرارة الطقس في فصل الصيف في أرقى ما يعرفه الاستجمام، والتعايش مع الدفء في فصلي الشتاء والخريف، ولأن الصويرة هي مدينة الرياح فإن متعة أخرى لا تقل أهمية عند هواة رياضة الزوارق الشراعية، وكلما تقلب الجو المشمس الدافئ إلى رياح شرقية كما تعرف به الصويرة إلا ووجد هواة هذه الرياضة فرصتهم للمتعة. وعند تجوالك في شوارع وأزقة الصويرة تستوقفك بين الفينة والأخرى إبداعات الصانع التقليدي وبراعته في النقش على خشب العرعار لتكتشف مختلف الأدوات المنزلية وغيرها بأحجام مختلفة حتى أصبحت هناك محلات تجارية فاخرة متخصصة في عرض هذا المنتوج السياحي الذي أقبل عليه السائح ووجده مجالا لاقتناء حاجاته منه وهداياه والذي فاقت شهرته سائر البقاع الداخلية والخارجية، أضف إلى ذلك ما أبدعته ريشة الفنان التشكيلي الصويري في التعبير عن ثقافة ومعمار وتقاليد محلية وإبداء محاسن المواقع الأثرية والتاريخية للمدينة تشبع فضول قراء هذا الفن من الزائرين. ولتحسين المجال السياحي للمدينة يلاحظ تزايد البنى التحتية وتطويرها من أجل الارتقاء بهذا المجال واستقبال الوافدين على طول السنة. البنى التحتية في خدمة السائح نظرا لتزايد عدد السياح بمدينة الصويرة، عرفت المدينة في السنوات الأخيرة تزايدا في عدد الفنادق المصنفة منها وغير المصنفة بلغ عددها في المجموع 62 فندقا حسب آخر الإحصائيات منها 9 فنادق مصنفة طاقتها الاستيعابية 820 سريرا و34 فندقا غير مصنف طاقتها الاستيعابية 1035 سريرا و19 فندقا في طور التصنيف طاقتها الاستيعابية 622 سريرا، أضيف إليها مؤخرا 9 فنادق في طور التصنيف لتصبح في المجموع 71 فندقا و12 إقامة منها 6 إقامات على شكل فيلات و4 فضاءات على الهواء الطلق للتخييم على مستوى الإقليم و6 نزل متفرقة على كل من مركز أوناغة والديابات وسيدي مكدول وسيدي كاوكي، بالإضافة إلى 40 مطعما داخل وخارج أسوار المدينة. مع ما يصحب ذلك من حسن الاستقبال وحسن المعاملة من الأطراف المستقبلة وكذلكم بساطة المواطن الصويري الذي لا يضيق ذرعا بالوافدين على مدينته. أكلة السائح المفضلة تشتهر الصويرة بأجود ما ينتجه الصيد البحري من أسماك متنوعة، يتلذذ بها السائح بعد ساعة فقط من مغادرتها مياه البحر، ولكي تقدم الصويرة لسائحها وجبة سمكية طرية أنشأ الصويري جناحا خاصا مطلا على البحر في المنطقة الفاصلة ما بين الباب الرئيسي لميناء المدينة ومقهى ومطعم باب لعشور المقابل لساحة باب السبع لتقديم السمك المشوي يختاره الزبون ضمن مجموعات سمكية توضع رهن إشارته تسيل اللعاب، خاصة وأن سمك السردين الصويري لا مثيل له في اللذة اقتصادي ومشبع. السياحة البينية البحر، الجبال، الغابة، ثلاثي فريد بإقليم الصويرة يزيد من متعة السائح كلما اتجه جنوبا، فإلى جانب شاطئ المدينة الجميل الذي تزيده أشعة المصابيح الكهربائية المسلطة على أمواجه جمالا وما يقابله شرقا من رؤى شاملة على جبال غابوية وجزيرة موكادور غربا، هناك شواطئ ذهبية على طول العشرات من الكيلومتمرات لا يغفلها سائح هذه الديار أقربها شاطئ سيدي كاوكي الذي يعتبر ثاني نقطة سياحية بعد المدينة مرورا بشاطئ افتان ثم سيدي أحمد السايح، وكلها نقط اصطيافية تزيدها غابات الأركان التي ذكرها ابن خلدون وأجاد في وصفها جمالا المشهورة عالميا في السنوات الأخيرة بزيوتها التي شغف بها القاصي والداني، ومن أجل خلق مدارات سياحية لتنمية السياحة القروية في إطار تنمية السياحة القروية على الصعيد الوطني فإن السلطات المحلية والمنتخبون ومختلف الجهات المعنية بتعاون مع المنظمة العالمية للسياحة تهدف إلى وضع برنامج واستراتيجية لتفعيل مخططات عملية لتنمية السياحة القروية بإقليم الصويرة تربط بين أهم المناطق السياحية بالإقليم ضربا في الأرض واكتشافا لمناطق سياحية في غاية الروعة من صنع الخالق البارئ المصور. أرقام لها دلالاتها منذ عقود خلت والصويرة مشهورة باستقطاب السياح، حيث تعرف كل سنة أعدادا متزايدة منهم، وتفيد آخر الإحصائيات أن 99848 سائحا زاروا سنة 2002 مدينة الصويرة وقضوا بها 186232 ليلة، احتل الفرنسيون المرتبة الأولى بنسبة 30% من حيث عدد الوصول وعدد الليالي ويليهم في المرتبة المغاربة: 22488 سائحا و35410 من الليالي ثم البريطانيون: 8325 سائحا و16539 من الليالي ثم الألمان ثم الولاياتالمتحدةالأمريكية وكندا: 4394 وافدا و9941 من الليالي... وللإشارة فإن الصويرة تستقبل الوافدين عليها من كل القارات بما في ذلك البلدان الآسيوية والعربية. السياحة الشعبية تعرف الصويرة استقطاب سياح من جميع الطبقات، فبالإضافة إلى السياحة الراقية ذات المداخيل الهائلة كالتي تستقبلها فنادق سوفيتيل والجزر وتفوكتو... هناك جو يجد فيه السائح الشعبي ضالته المنشودة وحظه من المتعة والاستجمام، ولعل الفنادق غير المصنفة والدور المقامة لإيواء الأسر والعائلات، تملكها طبقات بسيطة في المجتمع الصويري من أهم ما يخدم السياحة الشعبية وتشجع على الإقامة لمدة أطول وبأثمان مشجعة، كما أن بداخل المدينة العتيقة مطاعم متخصصة تناسب جميع الأذواق وترضي مختلف الزوار من كل الطبقات. آفاق مستقبلية للصويرة حظها من المشروع السياحي في أفق 2010 لجلب 10 ملايين سائح، ينجز على ثلاثة مراحل على مساحة اجمالية تقدر بحوالي 97,355 هكتارا وبطاقة استيعابية تصل إلى 7924 سريرا منها الفنادق والفيلات والشقق المصنفة، وفي أفق سنة 2004 ستغطي المرحلة الأولى من المشروع مساحة 8,116 هكتارا والمرحلة الثانية في أفق سنة 2007 مساحتها 7,101 هكتارا، والمرحلة الثالثة والأخيرة ستعرف هذه الأشغال نهايتها في أفق 2010 وتشمل مساحتها 5,137 هكتارا. وتم اختيار موقع الديابات الذي يبعد عن المدينة العتيقة بحوالي 4 كلم لإقامة هذه المحطة السياحية الشاطئية وسيطل عليها اسم موكادور نسبة إلى الإسم القديم لمدينة الصويرة، وتدخل هذه الاستعدادات في إطار الاجتهاد في جعل السياحة داخل الصويرة وداخل بلادنا عموما الغنية بالمناطق السياحية الرائعة في استحسان مواطنها والارتقاء بها ارتقاء كبيرا، نظرا لأهمية السياحة في حياة الناس جميعا ولدورها في الموارد الهامة لبلادنا كما لكثير من البلدان المعاصرة. خلاصة... الصويرة عالم من الجمال والمتعة والاكتشاف، تحتضن زوارها بحب وتخدمهم وتلبي حاجياتهم الروحية والنفسية والثقافية والحضارية والتاريخية، والصويريون مختصون في تقديم أحسن الخدمات التي يرتاح لها السائح الأجنبي والمغربي، كما لها قواعها في الضيافة التي يمتاز بها المغاربة جميعهم. ما في المقام لذي عقل وذي أدب من راحة فدع الأوطان واغترب إني رأيت وقوف الماء يفسده إن سال طاب وإن لم يجر لم يطب محمد ادمبارك