أجرت صحيفة اسبانية استطلاعا للرأي لاستجلاء الصورة الذهنية لدى المواطنين حول قضية أمينة حيدر، وبحسب النتائج فإن 50 % من المستطلعين يرون أن المغرب حقق انتصارا على اسبانيا في معركته مع حيدر. وفي هذا السياق، بادرت جريدة «أ ب ث» (abc) الإسبانية اليومية المحافظة، إلى نشر نتائج استطلاع يعبر عن مواقف شرائح من الرأي العام الإسباني، شمل عدة أسئلة ذات ارتباط بالسياسة الداخلية والخارجية لإسبانيا، وهي تتهيأ لاستلام رئاسة الاتحاد الأوروبي الدورية، في ظل أزمة اقتصادية ما زالت تعاني من ذيولها وبعيد خروجها بسلام من الأزمة التي فجرتها المدعوة أمينتو حيدر. وفي ذات الاستطلاع الذي أجري ما بين 11 و18 من الشهر الجاري ونشرته يوم الأحد، أظهر أن 6 على 10 من المستجوبين يعتقدون أن المغرب نجح في فرض مصالحه السياسية على إسبانيا التي اعترفت، بموجب الاتفاق الثلاثي بينها وبين المغرب وفرنسا، لإنهاء أزمة، أمينتو حيدر، اعترفت بسريان مفعول القوانين المغربية على الأقاليم الجنوبية حيث توجد أمينتو حيدر. وتعقب الجريدة على تلك النتيجة وتقارنها بالتصريحات التي أدلى بها سفير المغرب بمدريد عمر عزيمان، أخيرا، حينما أكد في ندوة صحافية عقدها في مقر سكناه أن اتفاق الرباطومدريد وباريس، واضح ولا غبار عليه، يقر بالسيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية في بلاده على غرار ما تضمنه البيان الفرنسي. وكشف الاستطلاع المذكور انقساما كذلك في صفوف المؤيدين للحزب الاشتراكي العمالي الحاكم في إسبانيا حيث عبر 49 في المائة من المستجوبين عن نفس رأي الشريحة التي رأت أن المغرب انتصر على إسبانيا في معركته مع حيدر، مقابل 26 في المائة، يظنون العكس، فيما فضل الباقون 25 في المائة عدم الإدلاء بأي رأي بخصوص السؤال. ووجه للمستجوبين سؤال بشأن كيفية معالجة الحكومة الاشتراكية لعدد من الأزمات الأخيرة بينها اختطاف مواطنين أسبان في موريتانيا ونشوب جدل بينها وبين حكومة جبل طارق، إضافة إلى ملف أمينتو حيدر، حيث ذهب 4 على عشرة من المستجوبين إلى القول إن أداء حكومة بلدهم كان ضعيفا، مقابل ثلاثة على عشرة، يرون أن مدريد حسنت صورتها في الخارج. وعلى مستوى آخر، يتوقع 47 في المائة من الذين أجابوا عن أسئلة الاستطلاع أن بلادهم ستجني فوائد من رئاستها للاتحاد الأوروبي ابتداء من مطلع السنة المقبلة لغاية نهاية يونيو في مقابل 16 في المائة، يخالفونهم الرأي على اعتبار أن إسبانيا تتسلم الرئاسة الأوروبية وهي تعيش تداعيات أزمة اقتصادية ومالية خانقة، بل هي أكثر المتضررين مقارنة بباقي الدول الاقتصاديات الأوروبية. وبرأي بعض المحللين الاسبان، فإن أي استطلاع يجرى وسخونة أزمة حيدر ممتدة، لا بد وأن يكون المستجوبون قد تأثروا بما نشر في وسائل الإعلام على مدى الأزمة التي طالت أكثر من شهر. وتجدر الإشارة إلى أن إسبانيا وضعت على رأس اهتماماتها خلال رئاسة الأوروبية، عقد قمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي في الربيع المقبل، وستكون القمة الأولى، إذا تحققت: بين الجانبين عقب منح الاتحاد صفة الوضع المتقدم للرباط.