نظم أخيرا فريق البحث في الأدب المغربي الحديث بمقر كلية الآداب العلوم الإنسانية بالرباط ندوة تحت عنوان «تأريخ الأدب المغربي الحديث: حدود وطرائق»، شارك فيها أساتذة باحثون ونقاد وطلبة السلك الثالث من التعليم العالي. وافتتح الشاعر محمد بنيس هذه الندوة، التي انعقدت بمدرج الشريف الإدريسي ابتداء من الساعة 9 صباحا، مقدما السياق الذي تندرج فيه والطموح الكبير الذي يقف خلفها، والغاية منها والمتمثلة في إنشاء «موسوعة للأدب المغربي الحديث». وأكد رئيس جامعة محمد الخامس أكدال/ الرباط السيد حفيظ بوطالب جوطي على ريادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط في فتح أوراش معرفية مهمة، مشيرا إلى أنه بفضل البحث العلمي ستتمكن الكلية من الانخراط في سياق العولمة بإيجابياتها وسلبياتها. وبخصوص «موسوعة الأدب المغربي الحديث»، ذكر السيد بوطالب بموسوعة علمية سابقة قام بها علم من أعلام المغرب وجامعة محمد الخامس المرحوم محمد حجي والمتمثلة في «معلمة المغرب». ووقف السيد عبد الرحيم بنحادة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية - أكدال/ الرباط، عند ثلاث ملاحظات رآها ضرورية ومهمة في كلمته، وتتمثل في الإشادة بفكرة وبمشروع تأسيس موسوعة علمية للأدب المغربي الحديث، تعرف بأعلام الأدب الحديث في العربية، على مدى خمس سنوات (2010-2015)، وفي اختيار اللغة العربية، أي أن الموسوعة ستهتم بالدرجة الأولى بكل ما كتب باللغة العربية وفي التحقيب في الأدب المغربي الحديث. واعتبر رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها، في كلمة تليت بالنيابة، البحث في الأدب المغربي الحديث المكتوب باللغة العربية ومشروع الموسوعة ، عملا طموحا سيسعى حتما إلى تقويض الانكفاء على الذات الفردية التي عرفها المغرب مدة طويلة، وسيفتح الآفاق أمام الأدب المغربي الحديث ليتفاعل مع التحول العميق وبنية المغرب أو العالم العربي الذي يبدو مهووسا بدخول عالم الآخر. وقال محمد بنيس منسق «فريق البحث في الأدب المغربي الحديث» «كنا انطلقنا، في عملنا، من مسلمة، كان التصريح بها بمثابة مقدمات المنظور الجديد الذي اعتمدناه، وتتمثل في أننا «لا يمكن بعد اليوم أن نقول إن الأدب المغربي الحديث غير موجود». وأكد الباحث أن الندوة تهدف إلى حوار معرفي، حر ومعمق، في مشروع إنجاز موسوعة تشمل جميع الأجناس الأدبية، ومجالات وشرائط الإنتاج الأدبي، كما تتضمن توثيقه، بما يحفظ ذاكرة الأدب والأدباء، التي كررنا مطالبتنا، منذ سنوات، بضرورة الإسراع إلى اعتبارها ذات أولوية وطنية. بذلك يمكن أن تصبح هذه الموسوعة أداة علمية للباحثين وسائر المعنيين بالأدب المغربي الحديث، داخل المغرب وخارجه، ومرجعا مضيئا لاختيارات تفيد في ملاءمة مناهج التعليم لأسئلة حاضر ومستقبل المجتمع المغربي، وتساهم في تصالح المجتمع، من خلال مؤسسته التعليمية، مع أدبه وأدبائه. وتدخل الباحثون والنقاد والمترجمون أحمد أبو حسن وسعيد يقطين وعبد الجليل ناظم وعبد الفتاح الحجمري و محمد الوهابي ومحمود عبد الغني ومحمد أمنصور وعز الدين الشنتوف وعز الدين بونيت حول مفهوم الموسوعة عبر تاريخ الأدب غير غافلين دور الشبكة العنكبوتية في إعطاء الموسوعة بعدها الرقمي. كما أشاروا إلى أهمية الترجمة في التدوين ونقل الأدب العربي الحديث إلى الآفاق الإنسانية، مركزين على نقاط مهمة في كتابة الموسوعة وتتمثل بالخصوص في رصد تطور اللغة الأدبية والفرق بين التاريخ والتأريخ والنزوع الإحيائي