يعود مهرجان الرحّل الدولي لدورة جديدة مليئة بالمفاجآت بمحاميد الغزلان في صحراء المغرب، التي كانت فيما مضى معبرا للقوافل التجارية العابرة للصحراء، خلال الفترة ما بين 29 أبريل و 1 ماي المقبل، "المهرجان الدولي للرحل، الذي تنظمه جمعية "رحل العالم" تأتي هذه الدورة الثامنة عشرة بعد دورة استثنائية في نوفمبر الماضي. هذه النسخة كما في السنوات السابقة تسلط الضوء على تقاليد وأنشطة الرحل، التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من ثقافتهم، لإسعاد الآلاف من الزوار من جميع أنحاء العالم لاكتشاف تجربة أصيلة وغامرة في قلب ثقافة الرحل.
هذه التظاهرة، التي ستقام بالهواء الطلق في إطار طبيعي خلاب، "فرصة للاكتشاف والاحتفال بالتراث الغني للرحل من خلال إقامة حفلات موسيقية وعروض ومعارض وورشات وندوات".
يستضيف المهرجان العديد من الفنانين والموسيقيين من مختلف البلدان سيقدمون للجمهور برنامجا غنيا ومتنوعا، و يتعلق الأمر بالمطربة اللبنانية جاهدة وهبه "كاهنة المسرح"، "شاعرة الصوت و مُثَقَّفتُه" و"المجاهدة في سبيل الفن الأصيل.. "ديفا الشرق" كما لقَّبتها الصحافة العربية والغربية "، إضافة إلى الفنان الطوارقي أحمد أغ كايدي " ليُمتع جمهور المهرجان بموسيقى البلوز الطوارقية.
الفرقة الأمازيغية الشابة الموهوبة "تاروى ن-تينيري" بإبداعاتها الأمازيغية الممزوجة بموسيقى البلوز والموسيقى الطوارقية. ، ومجموعة أفريقيا فيزيون من السنغال وبوركينا فاسو وغانا، والفنان الشعبي يونس بولماني وعدد من المواهب الأخرى. ومن حيث العادات والتقاليد ، يعتبر خبز الرمل أو "الملا" أحد الأنشطة الرئيسية للمهرجان، حيث سيعمل "الرجال الزرق" على إبراز معرفتهم ومهارة أجدادهم في تحضير هذا الخبز المميز للغاية.
أما على المستو الرياضي ، سيتنافس المشاركون الشباب في مباراة ل"هوكي الرّحل"، كما يتضمن البرنامج سباق للهجن، وهي مسابقة رئيسية في هذه التظاهرة.
تُنظّم التظاهرة بدعم من شركاء يستثمرون في الثقافة، عمالة إقليم زاكورة، وزارة الثقافة، المكتب الوطني المغربي للسياحة، دار الصانع، مؤسسة البنك الشعبي للثقافة، المجلس الإقليمي لزاكورة، جهة درعة تافيلالت، مكتب الاستثمار الفلاحي وآخرون...
أنشطة المهرجان لا ينتهي هنا وفقًا لإعلان المدير السيد نور الدين بوكراب: "ستتحفنا شخصيات دولية مشهورة، مثل الحكواتيات باسكالين جرانجان ونبيلة الفهمي وساليف بيرثي وغيرهم، بحضورهم يوم السبت 29 أبريل على هامش المهرجان، لتخبرنا بالقصص والحكايات في مخيم في الصحراء.
مهرجان الرحل، ينفتح من جديد على جمهوره، ويستمر في أداء مهمته المتمثلة في تثمين المنتوج الثقافي، وتسليط الضوء على غنى ثقافة الرحل عبر العالم، مستندا في ذلك على برنامج فني وثقافي زاخر، وفي وسط صحراوي بامتياز، كفيل بنقل ضيوف محاميد الغزلان إلى عوالم الثقافة المحلية وجمالية المحيط الصحراوي الناطق بالتاريخ، ويحقق بذلك هدفه النبيل في دعم وتعزيز التبادل الثقافي والفني، إضافة إلى تسليط الضوء على منطقة محاميد الغزلان وتراثها الغني وجمالية صحرائها..
مهرجان الرحل يُعدّ دعوة لكل عشاق الصحراء والفن والرُّحّل لشد الرِّحال لاكتشاف غناها وتنوع مؤهلاتها وحسن ضيافة أهلها.